خبراء: 90 عينة من المومياوات أظهرت عدم وجود أي عنصر من أعراق "أفرو-آسيوية"
عقدت أولى فعاليات "صالون نفرتيتي" الثقافي تحت عنوان“ ما هي حركة الأفروسنتريك… وما الذي تريده من الحضارة المصرية"، اليوم الإثنين، بقصر الأمير طاز التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية؛ بحضور د. هاني أبو الحسن رئيس القطاع، وعدد من الشخصيات العامة والصحفيين من جميع الأعمار والتخصصات المختلفة.
بدأ الصالون الذي أدارته الإذاعية وفاء عبد الحميد بمقدمة عن الصالون الذي أسسه ست من الصحفيات والإعلاميات المتخصصات في مجال الثقافة والتراث، أعقبها تقديم ضيوف الصالون الدكتور حسين عبد البصير مدير عام متحف آثار الإسكندرية، والدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، والدكتورة سامية الميرغني خبير علم الأنثروبولوجي ومدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقا.
بدأت الإعلامية وفاء عبد الحميد بتفنيد مزاعم حركة "المركزية الأفريقية" أو ما يطلق عليها اسم "الأفروسنتريك" من خلال الحديث عن الادعاءات التي يروج لها فيلم "كليوباترا" المزمع عرضه يوم ١٠ مايو الحالي على منصة "نتفليكس" الرقمية، والذي أثار ضجة واستياء المصريين لمحاولتها تزييف التاريخ، حيث تظهر كليوباترا ببشرة سوداء وملامح أفريقية، كما عرضت تسجيلا للدكتور زاهي حواس والذي أكد فيه أن الحضارة المصرية ليس لها أي صلة بحضارة السود.
وقدم الدكتور مجدي شاكر شرحا حول بداية ادعاءات الأفروسنتريك التي ظهرت بعد حركات التحرر الأفريقية ردا على المركزية الأوروبية التي زعمت أنها بدأت الحضارة في اليونان، ومحاولاتها الحثيثة في السطو على تاريخ مصر القديمة وحضارتها ونسبتها إلى أبناء البشرة السوداء خاصة المجلوبين من غرب أفريقيا الذين قدموا كعبيد إلى أرض القارة الأمريكية منذ أكثر أربعة قرون مضت.
كما تحدثت الدكتورة سامية المرغني عن دراسات الحمض النووي للعديد من الهياكل المكتشفة في كهوف الصحراء الشرقية والغربية والتي ترجع لآلاف السنين، والمومياوات بمتحف الحضارة التي تؤكد الهوية المصرية.
واستشهد الدكتور حسين عبد الصبور بواقعة في السنغال، حيث عرضت كل التماثيل بشكل زنجي وسميت بالفن الإفريقي، ومع ذلك قام الدكتور علي حسن بالرد عليهم بطريقة فعالة عن طريق نشر صورة لإحدى حفيدات الملك خوفو، والتي كانت لها عينان زرقاوان وشعر أصفر.
وأضاف، في عام 2017، أجرى بحث على 90 عينة من المومياوات التي تعود إلى الفترة بين الدولة الحديثة والقرن الرابع قبل الميلاد، وأظهرت نتائجها عدم وجود أي عنصر من أعراق أفرو- آسيوية، كما أن المصريين متميزون في فصائل الدم، ولذلك، فإذا بحثنا في معرفة الهوية البيولوجية المصرية في الأزمان القديمة والحديثة، فإننا سنحصل على نتائج تؤكد الهوية المصرية.
وفي نهاية اللقاء الذي استمر قرابة الثلاث ساعات، طالب الحاضرون بضرورة توحيد جهود أي مثقف أو مهتم في الدفاع عن الهوية المصرية، للتصدي للهجمات الشرسة التي تسعى لسرقة الحضارة والهوية من المصريين، علاوة على ذلك، طالبوا بضرورة اتخاذ موقف موحد ضد الحركات التي تحاول نشر الأكاذيب حول الأدب والثقافة المصرية، وخاصة منصات الدراما التي تحقق معدلات مشاهدة عالية على مستوى العالم.
وأعرب الحاضرون عن أن سرقة هوية الحضارة المصرية لم تعد مسألة تمس فقط علماء الآثار والمتخصصين في علوم المصريات والأنثروبولوجيا، بل أصبحت قضية تخص كل مصري يشعر بالفخر بتاريخ بلاده، ومن هنا دعا الحضور إلى ضرورة الاهتمام بإنتاج أعمال ثقافية كالأفلام الوثائقية والدرامية، لتوثيق التاريخ المصري بكافة عصوره، وتقديمه للأجيال القادمة التي تتعلم التاريخ من خلال وسائل الإعلام.
كما أعرب الحضور عن اعتزاز مصر بالهوية الإفريقية، مشددين على ضرورة الاحترام والتعايش مع جميع الأعراق وعدم التمييز بينهم، بما يتلاءم مع تاريخ مصر الطويل في استضافة وتفاعل مع مختلف الأجناس والأعراق.
وفي نهاية فعاليات صالون "نفرتيتي" قدم فنان النوبة كرم مراد مجموعة من الأغاني التراثية التي تحكي بصدق عن طبيعة الشعب المصري الأصيل. وقام بغناء "نفرتيتي" و "ماريا" و "نعناع الجنينة" التي رددها معه الحاضرون بمصاحبة عزف على آلة العود.
جدير بالذكر أن صالون "نفرتيتي" هو الأول من نوعه في مصر تقوم بتأسيسه ست من السيدات اللاتي عملن في مجال الصحافة والإعلام على مدار أكثر من عشرين عاما. وجاء الصالون ليتوج مسيرتهم الصحفية المعنية بالحضارة المصرية وتراثها الثقافي والإبداعي والفكري. وهن الإذاعية وفاء عبد الحميد والصحفيات كاميليا عتريس، مشيرة موسى، نفين العارف، وأماني عبد الحميد وفتحية الدخاخني.