الخبيرة الأثرية سامية الميرغني: علينا التعاون للحفاظ على الهوية المصرية
دعت الخبيرة الأثرية سامية الميرغني، مديرة عامة لمركز البحوث والصيانة الآثرية بالمجلس الأعلى للآثار سابقا، إلى ضرورة التعاون بين مختلف الجهات من أجل الحفاظ على الهوية المصرية والرد على المحاولات المتتابعة لتشويهها، وذلك في إطار مشروع يتم دعمه من قبل جهات بحثية مختلفة.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها قصر الأمير طاز لـ "صالون نفرتيتي"، الذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور هاني أبو الحسن، بعنوان "ما هي حركة الأفروسنتريك وما الذي تريده من الحضارة المصرية؟".
استضاف الصالون سامية الميرغني، مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقا، وكبير الأثريين مجدي شاكر، ومدير قصر الأمير طاز عادل بدر، وانضم إليهم فيما بعد مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية حسين عبد البصير.
السمات التشريحية للمصريين
تحدثت الميرغني عن الهياكل والحفريات التي وجدها الباحثون في بقاع مختلفة من أرض مصر، والتي تظهر أن السمات التشريحية للمصريين مختلفة عن ملامح الزنوج، في قياسات الفك ومحيط العين وشكل الأسنان، كما أن تماثيل الدولة القديمة تظهر الكثير من الأفراد لهم عيون ملونة ولا يشبهون الزنوج.
وتابعت: إن مصر ملتقى الأرض ومفرق البحار كما وصفها المقريزي، فالإنسان الذي استقر في هذه الأرض والذي وجد له الباحثون بقايا آدمية صنع حضارته بنفسه، وهذا لا يعني أننا ضد إفريقيا فنحن جزء من هذه القارة ونحترمها لكن في المقابل نحن بحاجة لاحترام صناع الحضارة الحقيقيين والرد على المعلومات المضللة.
صفعة لمزاعم المركزية الإفريقية
وأشارت الميرغني إلى مقال نشره الباحث وسيم السيسي منذ يومين حول بحث يمثل صفعة لمزاعم المركزية الإفريقية، أجراه معهد ماكس بلانك في ألمانيا وحصل رئيسه على جائزة نوبل هذا العام مع فريقه.
خرج البحث، الذي دار حول معضلة التسلسل للحمض النووى على مومياوات مصر القديمة، إلى أنه لم تظهر أي جينات سوداء في جينات المصريين إلا بعد سنة 600 ميلادية، وحينما ظهرت كان بنسبة ضئيلة لا تتعدى ثمانية بالمائة، بسبب تجارة العبيد والتجارة البينية بين الأفارقة والمصريين، وهو ما يرد على محاولات سرقة حركة "الأفروسنتريك" للحضارة المصرية.
المسلسل الوثائقي كليوباترا
يأتي الصالون بعد الجدل الذي أثاره المسلسل الوثائقي كليوباترا الذي قدم الملكة كليوباترا على أنها أفريقية سوداء، وهو ما يعد تزييفا للتاريخ تقوم به حركة “الأفروسنتريك"، ما أثار حفيظة المثقفين في مصر الذين انبروا للدفاع عن حقائق الحضارة المصرية ضد محاولات تزييفها.
أيضا استنكر عدد من العرب والأجانب ما يقدمه هذا العمل من تزييف، وأدلى أساتذة التاريخ برأيهم الرافض في هذا الصدد، وقد خص عالم الآثار زاهي حواس صالون نفرتيتي بفيديو أكد من خلاله أن كليوباترا لم تكن سوداء، وأن العمل يعد تغييرا للتاريخ، كما أن الحضارة المصرية ليس لها صلة بحضارة السود.