"جاءت معظم أفكار كتبه على المقهى".. أيام جمال الغيطاني في "الفيشاوي"
للمقاهي دور كبير في حياة الأدباء، ليست فقط لأنها أماكن الانتظار والتسلية كما عهد عنها، ولكن لأنها أصبحت فيما بعد مفرخًا للإبداع للأدباء، فالكثير من الأعمال الأدبية العظيمة جاءت أفكارها على المقهى فأحمد حسن الزيات يؤكد أن كتاب "الشعر الجاهلي" لعميد الأدب العربي طه حسين جاءت فكرته بعد مناقشات مطولة حول الأمر بمقهى الأنجلو، وهناك حكايات أخرى للكتاب مع المقاهي، مثل نجيب محفوظ وجمال الغيطاني وأمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله ومحمد عودة وجمال الغيطاني وغيرهم.
الغيطاني والفيشاوي
يحكي جمال الغيطاني في حوار معه لحساب جريدة الأهالي عن المقاهي فيقول: “أعرف مقهى الفيشاوي منذ الصغر، حيث كان والدي حريصًا على شرب الشاي عقب كل صلاة جمعة بهذا المقهى، وكان يجتمع فيه أصدقاءنا وبلدياتنا من مركز جهينة وكانتا المقاهي آنذاك نقطة التقاء الأصدقاء”.
ذروة علاقتي بالمقهى في الستينيات
ويضيف الغيطاني: “ذروة علاقتي بالمقهى كانت في الستينيات حيث كنا نلتقي كل مساء وكان أكثر الأدباء ترددا على المقهى أمل دنقل وعبد الوهاب مطاوع وعبد الفتاح البارودي، وكان هناك مقهيان فقط تم استثناؤهما من قرار غلق الملاهي عند منتصف الليل وهما بوفيه محطة مصر ومقهى الفيشاوي، وبعد صدور قرار هدم المقهى عام 1967 ولم يستطع الحاج فهمي أن يواصل الحياة حتى يرى مقهاه فمات قبل أ، يرتفع أول معول للهدم ولحقه الحمام الذي كان يربيه وحصانه الجميل”.
العم إبراهيم
وكان هناك من الشخصيات التي ارتبطت بالمقهى رجل ضرير كان يسمى العم إبراهيم وكان يتاجر في الكتب، وكان سريع النكتة حاضر البديهة، وكان يجلس إليه عدد من الرواد يتبادولون الشكل الفكاهي من حوار يمسى "القافية" وكان يرد عليهم جميعهم ويهزمهم.
نجيب محفوظ ومحمد عودة
وكان السبب في ارتباط الغيطاني بالمقهى هو نجيب محفوظ، يقول: “كان محفوظ ومحمد عودة سببا في ارتباطي بالمقهى، وأحيانا كنا نجلس 40 كاتبا وصحفيا وفنانا”.
أفكار الأعمال الأدبية
ويكشف الغيطاني أن معظم أعماله الأدبية جاءت أفكارها على المقهى، ويؤكد توقفه عن شرب الشيشة منذ عام 1996، وعدم ذهابه للمقهى بعد ذلك سوى في تمشيته الأسبوعية، وذلك خلال جولته الرياضية لميدان الجيش لاستعادة ذكرياته القديمة وإشباعا لحنين الأيام الفائتة.