كبير الأثريين مجدى شاكر: "الأفروسنتريك" جاءت للرد على المركزية الأوروبية
أشاد كبير الأثريين بوزارة الآثار مجدي شاكر بـ"مشروع الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين" الذي تبنته الدولة المصرية، والذي انطلق في مارس عام 2021 لرسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري.
واعتبر شاكر أن ذلك المشروع يسهم في تعزيز الهوية المصرية في مواجهة ما يروج من ادعاءات كاذبة عن الحضارة المصرية، كما يقود إلى تعزيز فهم الأجيال الجديدة لتاريخهم وحضارتهم.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها قصر الأمير طاز لـ"صالون نفرتيتي"، الذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور هاني أبو الحسن، بعنوان "ما هي حركة الأفروسنتريك وما الذي تريده من الحضارة المصرية؟".
استضاف الصالون سامية الميرغني، مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقا، وكبير الأثريين مجدي شاكر، ومدير قصر الأمير طاز عادل بدر، وانضم إليهم فيما بعد مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية حسين عبد البصير.
الرد على المركزية الأوروبية
أوضح شاكر أن حركة المركزية الإفريقية "الأفروسنتريك" بدأت من محاولات بعض الأفارقة الرد على المركزية الأوروبية التي همشتهم وأساءت معاملتهم، فحاولوا إثبات أن أصل الحضارات أفريقية وأنهم بنتمون إلى الحضارة المصرية العريقة للتعزيز من مكانتهم في هذه المواجهة.
وأوضح أن هذه الحركة لاقت دعمًا كبيرًا خلال القرن الماضي، وظهرت الكثير من الكتب التي تطرح أفكارهم، كما أن كتاب "أثينا السوداء" الذي حظى بإشادة مصرية وقت صدوره يسعى لإثبات الفرضية ذاتها وهو ما يعني تقديم معلومات مغلوطة.
أشار الباحث البارز إلى أن كل ما يروج حول أفريقية الحضارة المصرية غير صحيح، فقد سبق وأشار جمال حمدان في كتابه "شخصية مصر" إلى أن المكان العبقري يصنع أشخاصا عباقرة، وهو ما نجده عند المصري المتفرد في شخصيته وفيما قدمه من عمارة وفي أساليب تعاطيه مع الدين، فالمصري تأثر بالبيئة والحضارة المصرية في سلوكه وحياته، وهذا غير موجود عند الإفريقي الذي لا نجد أثرًا للحضارة المصرية في حياته.
وأوضح شاكر أن مقبرة الملك سيتي في وداي الملوك المصري تبين تمييز المصري القديم بين الأجناس وشكل كل جنس، كما تحفل المنحوتات والآثار المصرية بما يوضح الفارق بين المصري والإفريقي، فنجد تلك الرسوم لمصري يضرب زنجيًا؛ متسائلًا: إن كان هذا الإفريقي هو صانع الحضارة فلماذا يتم ضربه بهذا الشكل؟
ولفت إلى أن الجنس المصري حافظ على شخصيته التي أثرت فيها حضارته، فيما لا نجد أي أثر للحضارة المصرية في سلوك الأفريقي أو عاداته أو لغته أو دينه.
المسلسل الوثائقي كليوباترا
يأتي الصالون بعد الجدل الذي أثاره المسلسل الوثائقي كليوباترا الذي قدم الملكة كليوباترا على أنها أفريقية سوداء، وهو ما يعد تزييفا للتاريخ، ما أثار حفيظة المثقفين في مصر الذين انبروا للدفاع عن حقائق الحضارة المصرية ضد محاولات تزييفها.
أيضا استنكر عدد من العرب والأجانب ما يقدمه هذا العمل من تزييف، وأدلى أساتذة التاريخ برأيهم الرافض في هذا الصدد، وقد خص عالم الآثار زاهي حواس صالون نفرتيتي بفيديو أكد من خلاله أن كليوباترا لم تكن سوداء، وأن العمل يعد تغييرا للتاريخ، كما أن الحضارة المصرية ليس لها صلة بحضارة السود.