مثقفون فى نعى الروائى حيدر حيدر: أحد أعمدة تحديث الرواية العربية
غيب الموت، اليوم الموافق الخامس من مايو 2023، الروائي السوري البارز حيدر حيدر صاحب رواية "وليمة لأعشاب البحر" التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية العربية عقب إعادة نشرها بالقاهرة.
وقد نعى الروائي الراحل وزارة الثقافة السورية واتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة الفلسطينية والعديد من المثقفين العرب.
صاحب عمل سردي طموح
عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قال الكاتب والمترجم السوري فخري صالح، ناعيًا الكاتب الراحل: الروائي السوري حيدر حيدر، أحد أعمدة تحديث الرواية العربية، يرحل عنا، وداعًا صاحب "وليمة لأعشاب البحر"، و"الزمن الموحش".
وتابع: روايته "وليمة لأعشاب البحر" (1983) عمل سردي طموح يسعى إلى التعبير عن علاقة السلطة والفرد، المثقف بصورة خاصة، في مشرق العالم العربي ومغربه، من خلال عيش الشخصية المركزية في مشرق العالم العربي ومغربه، حيث يعصف "اللوياثان" (الطاغية، المستبد، الدكتاتور) بالعالم العربي المعاصر، ويستخدم الكاتب ألوانًا من الأساليب السردية: من تيار الوعي، إلى تقنية الفلاش باك، إلى لغة الهذيان، للتعبير عن سقوط الثورات وتبدد الأحلام، وغربة المثقف العربي المعاصر".
وأضاف: أما "الزمن الموحش" (1973) فهي من الروايات العربية الطموحة لسبر أحوال العرب في الوقت الراهن، عبر سرد شاعري، حميم، غاضب، يسعى إلى تصوير الغليان في دواخل شخصياته المثقفة التي تدرك الخراب الذي يعاني منه المجتمع السوري، والعربي من ثمَّ، بعد هزيمة يونيو 1967. إنها عمل روائي يستخدم أسلوب الاسترجاع، وتيار الوعي، والمونولوج الداخلي، وتقطيع الزمن، والنوسان بين الأزمنة، والحفر داخل الشخصيات.. إلخ. رواية حداثية تجريبية أساسية في مسار السرد العربي خلال القرن العشرين.
حرية الإبداع
فيما كتب الكاتب المصري هشام أصلان عبر حسابه على "فيسبوك": وداعًا الكاتب الكبير حيدر حيدر. حزنت للخبر ورجعت بالذاكرة لأكثر من عشرين سنة وتفاصيل أزمة رواية وليمة لأعشاب البحر، التي عاصرتها مبكرًا قبل عملي في الثقافة أو الصحافة، كانت أيامًا مروعة على المستويين الشخصي والعائلي، قبل أن ألتقيه بعد هذه الأزمة بسنوات ليست قليلة حيث 3 أيام في الإسكندرية لحضور مؤتمر عن حرية التعبير في الإبداع بحضور مبدعين تعرضوا لمشاكل عنيفة مع المتشددين بسبب أعمالهم الفنية، وكانت 3 أيام محتشدة بالجمال وعدد من أبدع وأجمل الأصدقاء من مصر والعالم العربي.
متعة الكتابة
أما الكاتب السوري محمد عبيدو فكتب: "غادرنا اليوم الروائي السوري الكبير حيدر حيدر عن عمر ناهز 87 عامًا . من أعماله الشهيرة "وليمة لأعشاب البحر" إصدار 1983 وتدور أحداثها بالجزائر التي قدم إليها من دمشق في عام 1970 ليعمل مدرسًا في مدينة عنابة".
وأضاف: هو أحد مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في دمشق.. التحق بالمقاومة الفلسطينية في إطار الإعلام الفلسطيني الموحد واتحاد الكتاب الفلسطينيين في بيروت، وفي أوائل الثمانينيات، غادر بيروت إلى قبرص ليعمل في مجلة "الموقف العربي" الأسبوعية وثم في مجلة "صوت البلاد" الفلسطينية. عاد إلى سوريا وتفرغ للعمل الأدبي، وترجمت قصصه إلى عدة لغات الأجنبية. وآخر أعماله كانت روايتي "المفقود" و"هجرة السنونو".
وكتبت الروائية السورية لينا هويان الحسن: أعرفُ أنّه اختار عزلته مع البحر، منذ حوالي عشرين عامًا. لم أقابله في يوم، لكن سمعت الكثير من الأحباء الذين يحبون حيدر حيدر وهم يقصّون النوادر عنه.
وأضافت: تودّع سوريا اليوم الروائي الكبير الذي كتب وكتب بصمت، واكتفى بمتعة الكتابة، ولأنّ الزمن هو الناقد الأكثر نزاهة، ستبقى روايات مثل "الفهد"، "شموس الغجر"، "وليمة لأعشاب البحر" فتنة القارئ.