إبداع بأيادي مصرية.. «محمد» يرسم لوحات فنية بُطرق مبتكرة: إحداهم استمرّت عامًا (صور)
بخيوط قماشية أوأسلاك الكهرباء، أو أجزاء المناديل الورقية، وربما بالمكرونة، أو حبة البركة، والأرز والعدس.. أشياء كثيرة استخدمها محمد في لوحاته ليصنع رسومًا مُبدعة بطرق مبتكرة.
حكاية طويلة خاضها محمد منذ نعومة أظافره لاحتراف الرسم والبحث عن جديد.. يرويها الفنان المصري لـ «الدستور» قائلًا: اسمي محمد ناصر الشيخ، 24 سنة، تخرجت في كلية تجارة جامعة حلوان، بدايتي مع الرسم كانت وأنا في الصف الثالث الابتدائي، كنت أذهب دائمًا في الإجازة مع والدي في ورشة صغيرة خاصة بالملابس، فكان دائمًا يلفت نظري مشهد الخيوط والأزرار وهى مُلقاة على الأرض، فكنت أجمعها وأُحولها إلى أشكال هندسية وأنا صغير، ثم تطوّر الأمر معي وبدأت أُحولها إلى أشكال حيوانات ورسومات، ثم استخدمت الأزرار في الرسم، واستمريت على هذا الرسم حتى العام 2019، وكنت أرسم بها رسومات فرعونية أو فنانين.
الرسم بالمناديل الورقية
فيما بعد، وجدت أن الرسم بالأزرار له معوقات كثيرة منها صعوبة تثبيت الرسومات، فبحثت عن نوع بديل، واخترت الرسم بالمناديل الورقية، فبحث عمن سبقوني في هذا النوع من الرسم، فلم أجد في مصر أو العالم أي أحد يرسم بالمناديل.. طريقته هى تقطيع المناديل إلى أجزاء صغيرة ومحاولة عمل شكل منها، والهدف منها كان محاولة عمل رسمة ضد الطريقة القديمة الخاصة بالأزرار، وتكون لها عمر أطول.. هى كانت خفيفة وتتقطع، لكن تمكنت من وضع دعامات لها، الموضوع تطور معي، فبدأت وضع مكونات أكل مع المناديل مثل الأرز والسكر والعدس والمكرونة الاسباجتي، وباقي أنواع المكرونات.. أي مكون معي كنت أُدخله في الرسومات سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حتى لو كان عبارة عن إطار فقط حول الرسمة.
الرسم بأسلاك الكهرباء
لم يكتفِ محمد بالرسم بالمناديل والخيوط والأزرار، فبحث عن لون جديد، وبدأ الرسم بأسلاك الكهرباء.. يقول الشاب إنه حاول أن يخوض التجربة بطريقة احترافية وصعبة، واستخدمها في رسم وجوه، ثم زاد من صعوبتها بأن يرسم وجهين في وجه واحد وهى الرسومات متعددة الأبعاد والزوايا، بمعنى أن تراها بأكثر من شكل حينما تُحرك اللوحة.. كان الأمر صعبًا، لكني عملت على تطويره ليخرج كما أُريد.
الرسم بالمكرونة الاسباجيتي وخيوط التريكو
الرسم بالمكرونة الاسباجيتي وخيوط التريكو كانت من بين صنيع محمد الذي صنع لوحات مُبدعة للفراعنها من خلالها، فاختار الملك مينا وتوت عنخ آمون، ونفرتيتي، ليكونوا أبطالًا للوحاته، واختار 7 آلهة أيضًا، وجعل أرضية رسميته من القماش والمكرونة الاسباجيتي، والطبقة الأعلى بالتريكو، وغلفه بالشمع ليحافظ على الرسمة.
الرسم بـ «حبة البركة»
كما اختار الفنان المصري أن يرسم بحبة البركة، وكانت المحاولات الأولى ليست ناجحة، حيث أن صغر حبة البركة جعل من تثبيتها أمرًا صعبًا، لكنه ابتكر طريقة لجعلها تكون ثابتة، ولكن الأمر تطلّب شهرًا كاملًا لكل رسمة، وتأخذ الرسمة أكثر من مرة لكي تنجح في الأخير.. كان من بين رسوماته للفنانين بحبة البركة رسمته للفنان القدير محمد صبحي، واصفًا إياها بـ «رسمة العشق»، معبرًا عن حبه له، وأنه قيمة فنية لن تُعوّض، ويُعتبر من رائحة الزمن الجميع.
رسمة استمرت عامًا ونصف
إحدى رسمات محمد استمرت لمدة عام ونصف لكي ينتهي منها، وكانت هذه الرسمة للفنان العالمي فينسنت فان جوخ، واستخدم فيها الإبرة والخيط لكي يُنفذها.. «هذه الرسمة لا تُقدر بثمن.. هناك معارض تواصلت معي لكي أعرضها معهم، لكنني لا أضمن سلامة الرسمة، لأنها الوحيدة في العالم المرسومة بالإبرة والخيط لـ فان جوخ.
موهبة في التمثيل أيضًا
موهبة محمد ليست في الرسم فحسب، لكنه خاض تجربة التمثيل، كاشفًا عن موهبة جديدة، فيقول إنه يمثل منذ أن كان طالبًا جامعيًا، فكان يمثل على مسرح الجامعة، مؤكدًا تنفيذه 61 عرضًا مسرحيًا، وألف مسرحيتين وأخرجت اثنتين، ثم عمل بعدها في الأوبرا مع المخرج يوسف المنصور.