باحث: الهدنة الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم هشة تجري أثناءها الاشتباكات
قال محمد عبد الرازق، باحث في المركز المصري للدراسات، إن "تعامل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مع الجهود الدولية والإقليمية للوساطة شهد انعداما للثقة من البداية بين الطرفين الذي حال دون الوصول إلى تجاوب فعلي مع هذه الجهود للوساطة ورأب الصدع ووقف إطلاق النار".
وأوضح، في مداخلة هاتفية لقناة القاهرة الإخبارية، اليوم الخميس، أن “الهدنة الأخيرة التي تمت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بوساطة أمريكية وتستمر لمدة 72 ساعة هي أخف وطأة من العمليات السابقة، ولكنها تظل هدنة هشة تجري أثناءها الاشتباكات في الخرطوم وأم درمان وعدة مدن سودانية أخرى”.
وتابع أن "التجاوب الحالي مع منظمة "إيجاد" يمثل بادرة طيبة للتجاوب ووقف إطلاق النار خاصا وأن "إيجاد" لها دور فعال في السودان في عملية الانتقال السياسي منذ بدايتها وكانت شاهدة على الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه عدة أطراف سودانية والتي يجري في إطاره التوصل إلى استقرار سياسي مستدام".
وأشار إلى أن "منظمة "إيجاد" تواجه عدة تحديات أبرزها حاجز الثقة المفقود بين الطرفين فكلا الطرفين يريدون الحسم العسكري للأزمة الحالية والتي تظهر واضحة تماما في البيانات الصادرة عن كليهما، حيث بدأ كلا الطرفين مرحلة جديدة من الاشتباكات، حيث بدأت وظهر ذلك في تنفيذ قوات الدعم السريع خطة حرب الشوارع والمدن والاستيلاء على سيارات حكومية لاستغلالها في المواجهات".
واختتم أن "قوات الدعم السريع تقوم باستغلال ملابس القوات المسلحة لإلصاق بعض الجرائم بالقوات المسلحة ونشر وإثارة حالة الفوضى داخل المدن والشوارع السودانية، وفي المقابل بدأ الجيش السوداني مرحلة ثانية من المواجهة والاشتباكات أطلق عليها مرحلة "تنظيف الجيوب" والتي تهدف إلى انتزاع مواقع قوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم خاصة وأنها ما زالت تتمسك ببعض المناطق في الخرطوم، بالإضافة الي قطع الإمدادات اللوجيستي والدعم المقدم إليها من بعض المناطق الأخرى خاصة في ولاية دارفور وبوتسودان وبالتالي يتضح أن كلا الطرفين يتخذ استراتيجيات عسكرية للمواجهات القادمة".