رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى مسلسل «التنظيم السري» .. عندما أتهم الإخوانى عبد الرحمن السندي أستاذه لطفي السيد بالكفر

طه حسين
طه حسين

في الأحداث والوقائع الكبري التي يسجلها التاريخ٬ دوما ما لا ننتبه لتفاصيل دقيقة وصغيرة٬ لكنها كاشفة  ومنها تسجيل لثروت الخرباوي في المسلسل الإذاعي "التنظيم السري"٬ أكد فيه أن عبد الرحمن السندي قائد التنظيم العسكري السري الذي أسسه حسن البنا٬ رسب فى عامه الدراسي الجامعي الأول٬ بكلية الآدب ٬ بعدما تفرغ للتدريب علي العمليات الإرهابية٬ وكان ضمن ثلاثة طلاب فقط رسبوا في هذه الدفعة.

 

في هذا العام الدراسي كان الدكتور طه حسين عميدا للكلية٬ وكان يدرس في ذات الكلية عبد الحكيم عابدين زوج ابنة حسن البنا٬ المشهور بفضائحه الجنسية مع بنات وزوجات أعضاء الجماعة.

كما كان للعميد تلميذه نجيبة شغف “السندي” حبا بها٬ وفي إحدي اللقاءات التي جمعت السندي بالعميد عقب رسوبه٬ فيسأله طه حسين: أأنت من الإخوان لماذ لم أسمع عنك أثناء العام الدراسي٬ فيجيب السندي: ظروف أسرية منعتني من الانتظام في الدراسة٬ ويرد حسين: فما بال ظروفي أنا لم تمنعني من الدراسة٬ أأنت أحد الثلاثة يا فتي يقصد الثلاث راسبين في ذلك العام الدراسي من الدفعة كلها؟ فيجيب السندي: ويمكن كمان مقدرش أقدر أكمل الدراسة بعد كده".

 

ــ ما دار بين العميد والسندي

طه حسين: غريبة..صوتك يكشف طموحك ونتيجتك تكشف ظروفك٬ وما بين الطموح والظروف يعيش الإنسان٬ ولكن قل لي يا عبد الرحمن ماذا تريدون في الإخوان عن أي شيئ تبحثون؟

السندي: نبحث عن الإسلام٬ وهل أخبرك بعضهم بأن الإسلام ضاع فوجب أن نبحث عنه ؟٬ لأ لكن الإسلام مش مطبق. فيرد حسين: هل تعرف يا فتي ما هو الذي لم نطبقه من الإسلام٬ إننا لم نطبق الإسلام في سلوكنا وأخلاقنا وعلاقاتنا٬ لم نطبق الإسلام عندما أمرنا بإتقان العمل٬ وتعمير الأرض٬ فهيا إلي الذي لم نطبقه فطبقوه أنتم .

يجادل السندي: لا يا يسيادة العميد في حاجات تانية٬ يعني مفيش خلافة إسلامية٬ مفيش جلد أو رجم للزاني والزانية٬ والناس في بلدنا بتشرب الخمر ومفيش حد لقطع يد السارق.

 

طه حسين: هل تعلم يا فتي أنه أثناء قيام الخلافة التي تقول عنها "إسلامية" كانت هذه الجرائم التي تتحدث عنها ترتكب دون إقامة حدود٬ بل خذ المفاجأة٬ لقد كانت هذه الجرائم ترتكب من كثير من الخلفاء أنفسهم.

السندي: إحنا محتاجين خلافة زي الخلافة الراشدة.

طه حسين محاولا إقناعه: إذا أردتم ذلك فابحثوا أولا عن تحقيق مقاصد الشريعة في أنفسكم٬ فكيف تعود الخلافة علي شكل الخلافة الأولي وأنتم تخاصمونها في مقاصدها ستكون آنذاك يا فتي كبيت العنكبوت.

ــ هل يؤمن البنا بحقوق المرأة؟

في لقاء ثاني جمع طه حسين ولطفي السيد رئيس جامعة القاهرة وقتها٬ وعبد الحكيم عابدين وعبد الرحمن السندي٬ وعندما رأي لطفي السيد الطالبة “حكمت” سأل طه حسين: هل سمعت عن هذه الجماعة من قبل لكن هل البنا يؤمن بحقوق المرأة؟! فيضحك العميد مجيبا: هذه تلميذتي حكمت محمدين ولقد إلتزمت الصمت لكي تتعلم٬ فنصف العلم في الاستماع أما النصف الآخر فهو في إعمال العقل. ويواصل تعريفه ببقية الحضور: الكبير كان من تلاميذي (يقصد عبد الحكيم عابدين) ولكنه لاذ بالفرار وذهب للبنا٬ عرف بنفسك يا عبد الحكيم قد جاءتك الفرصة لتتحدث مع رئيس الجامعة.

 

يرد عابدين: “أسمح لي أقول لك الإسلام مش مجرد قرآن وسنة٬ الإسلام تطبيق عملي للي في القرآن والسنة”، فيسأله السيد: ما هو التطبيق الذي يرشدك إليه مرشدكم؟ أنا سمعت أنكم عاوزين تستعيدوا الخلافة".

طه: لا يا سيدي الرئيس هذا خطأ٬ أنهم لا يريدون استعادة الخلافة فقط لكنهم أيضا يريدون استعادة الأندلس.

السيد: “استعادة الأندلس٬ تقصد احتلال الأندلس٬ وهل كان ذهاب العرب لأوروبا إلا احتلالا ؟! الذي استعاد الأندلس يا رجل هم أصحاب الأندلس وما كان العرب إلا غزاة، فيتدخل السندي وعابدين: هذا كلام كفر٬ فيسأل السيد مستنكرا: كفر.. وهل تعلم يا بني ما هو الكفر”.

 

ما أن ينصرف الطلبة الثلاث: حكمت وعابدين والسندي٬ حتي يهرول الأخير وراء حكمت ليلحق بها٬ متسائلا: لأننا قلنا أن كلام لطفي السيد كفر فلا تريدين سماعي؟ فترد: مش بس كده لكن عشان إنت مش عاوز تفهم وبتصدر أحكام وتتهم وأنت مش فاهم بتتهم مين؟ ده الدكتور أحمد لطفي السيد فيلسوف العرب وأستاذ الجيل.

 

فيقول السندي: “هايجي أيه قدام الإمام حسن البنا٬ فتسأله مستهجنة: مش عارفة أنت مفتون بيه ليه ؟ فيقول لها: البنا ده مش بتاعي٬ البنا ده بتاع الإسلام٬ البنا قرآن ماشي علي الأرض”.

فترد ساخرة: ما تقول كمان أنه نور من عند ربنا أرسله الله من السماء٬ ويجيبها: هو كده فعلا" .