حكايات عمار الشريعي.. مها صبري أول داعم وشادية وش الخير عليه
الموسيقار عمار الشريعي، والمولود في 16 أبريل من العام 1948، يعدا كنزا من الأنغام وقوة التحدي، وتاريخ حي نابض بالكثير من الصفحات الموسيقية، وهو الموسوعة الموسيقية المتحركة، عاشق النغم، الذي غاص في بحاره، وظل يشرب منه ولم يرتو.
حول أهم المحطات الفنية في حياته، حاورت مجلة "الموعد" اللبنانية، الموسيقار عمار الشريعي، وتحدث عن بداياته الفنية ومن من الفنانين الذي تأثر بهم، وذلك في عدد المجلة الـ 1984، والمنشور بتاريخ 30 يونيو من العام 2001.
ــ مها صبري صاحبة فضل كبير علي
وحول أهم المحطات في حياته الفنية وبداياته قال "الشريعي"، صعب جدا أن تلخص الحكاية في أهم محطات، لكن بالرغم من ذلك سأحاول أن أسترجعها معك، وأتصور أنني لا بد أن أنطلق من البداية، المحطة الأولي مع مها صبري، ــ يرحمها الله ــ كانت سيدة فاضلة، وصاحبة فضل كبير علي، لأنها أول فنانة قالت "الواد ده هو أكثر من عازف، فهو يفيد كملحن".
هي التقطتني كعازف، وكنت أذهب معها إلى أي مكان بعد أن ضمتني إلي فرقتها، هي أتاحت لي من خلالها أن أعمل مع فرق كبيرة، انضممت إلي فرقة “صلاح عرام مثلا”، ثم من خلالها أيضا كان أول لحن لي، "إمسكوا الخشب"، عام 1975، أتصور أنني أستطيع أن أقول هذه كانت محطتي الأولي.
ــ "الحياة في زجاجات فارغة" محطتي الثانية
وعن محطته الفنية الثانية أشار "الشريعي" إلى أنه على الطرف الآخر، وفي العام نفسه، كانت أولي محطاتي في الموسيقي الدرامية في مسلسل "الحياة في زجاجات فارغة"، تأليف يوسف فرنسيس وإخراج عصام لطفي، وهو الذي لفت أنظار الفنانين إلي، ربما لم ينجح جماهيريا، لكن سمعني بعده نور الدمرداش، وقال "هاتوا الولد ده، ينفع، واستعان بي في مسلسل "بنت الأيام" وكان أول عمل تلفزيوني لي سنة 1976، ومنه تدرجت إلي "السمان والخريف"، و"سيداتي ساداتي"، و "عم عبده".
ــ محطتي الثالثة مع شادية فاتحة خير
وتابع الموسيقار عمار الشريعي حديثه إلى "الموعد"، مشيرا إلي أن محطته الثالثة هي مرحلة مهمة، وهي مرحلة غنائية، عندما وقع اختيار السيدة "شادية" علي أغنية كنت قد أرسلتها إليها اسمها "أقوى من الزمان"، كلمات مصطفي الضمراني، نوع من تمصير أغنية كانت سبقتنا إليها المطربة الكبيرة "فيروز" منذ سنين اسمها "فيه قهوة ع المفرق".
وهي في الأساس أغنية أخذتها فيروز من قصيدة لـ "لامارتين"، وقدمتها بعبقرية "الرحابنة"، وكانت دائما حلمي، وكنت وقتها طالبا في أولي ثانوي، أغنية معناها أن كل الأشياء تكبر ما عدا الوطن، يظل المكان ويظل الوطن دائما بداخلنا طفلا صغيرا لا يكبر، نقل الفكرة إلي "مصطفي الضمراني"، فكتبها ولحنتها، وقال لي الأغنية دي تغنيها شادية.
ــ عمري ما ذهبت لأحد وقلت له خذ لحنا
وحول إن كان قد يعرف شادية قبل هذه الأغنية، قال أبدا، لم أكن أعرفها، وأنا بطبعي عمري ما ذهبت لأحد وقلت له خذ لحنا، مصطفي الضمراني قال لي هات الشريط، أخذ الشريط ونزل مباشرة من بيتي إلي بيت شادية.
وبعد عشرين دقيقة وجدتها تكلمني في التليفون، وفي صوتها دموع السعادة، قالت لي: "سأغني هذه الأغنية، أنت فين يا ابني بتشتغل فين؟"، قلت لها في فرقة فلان، المهم غنت شادية الأغنية، وكانت أول عمل لفت الأنظار بالفعل إلي أن هناك رؤية موسيقية لهذا الشاب، ووقتها سجلت الأغنية بـ 65 موسيقيا، دفعت أنا أجورهم، لأني لم أكن معتمدا في الإذاعة، وهذه من المحطات المهمة في تاريخي، وأعتقد أنها تحسب كذلك في تاريخ شادية.