باحث كنسي يكشف تفاصيل طقس الـ400 سجدة في يوم "الجمعة العظيمة"
تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بحلول “الجمعة العظيمة”، حيث يتذكر الاقباط صلب السيد المسيح بحسب العقيدة المسيحية.
شريف برسوم الباحث في طقوس الكنيسة، قال في تصريح خاص لـ"الدستور" إن أبرز ما يميز يوم “الجمعة العظيمة” هو الـ400 ميطانية وهي كلمة يونانية تعني سجدة، والمقسمة إلى 100 تجاه الشمال و100 تجاه اليمين و100 تجاه الشرق و100 تجاه الغرب وذلك لعبادة الله الكائن في كل مكان والمالئ الكل.
كما أان مدة حياة المسيح كانت 400 شهر لذا تقدم الكنيسة 400 ميطانية كعبادة وخضوع.
وقال الموقع الرسمي لكنيسة القديس تكلا هيمانوت الحبشي بحي الابراهيمية بالاسكندرية في تعريفه للميطانية انها كلمة يونانية تعني التوبة أو تغيير النية ومراجعة الضمير سواء أكان ضميرنا من نحو الله أو من نحو الآخرين. حيث تُقدَّم الميطانية أمام الله على مستوى خاص، بينما تقدَّم للآخرين، وإنما على مستوى آخر.
وفي معناها الأول تأتي الميطانية كتعبير عن التذلل والانسحاق والخضوع التام والتعبير عن الندم والرغبة في نوال البركة والصفح، حيث تلامس الجبهة التراب، تتذكر أنها من تراب الأرض جُبِلَت، فتستجلب مراحم الله على ضعف الطبيعة البشرية.
ولكن “الميطانية” في أروع صورها هي الانسكاب عند قدمي المسيح، لتقديم كل ما يملكه الساجد من حب وعاطفة وامتنان أمامه. لذلك فإن السجود يكون مبهجًا، تكتنفه عاطفة روحية جياشة من نحو الله.. فيقول مار إسحق: "كلما استنار الإنسان في الصلاة، كلما شعر بضرورة وأهمية عمل الميطانيات ويحلو له الثبات فيها، فكلما يرفع رأسه ينجذب من فرط حرارة قلبه للسجود؛ لأنه يحس بمعونة قوية في ذلك ويزداد فرحه وتنعمه".