مصر تحمل إسرائيل المسئولية.. ماذا حدث في المسجد الأقصى فجرًا؟ (القصة الكاملة)
ونفذت قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، الأربعاء، عملية اقتحام واسعة لباحات المسجد الأقصى المبارك، كما اعتدت بعنف ضد المصلين الفسطينيين، وهو ما أسفر عنه ردود فعل عربية وفلسطينية.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين داخل باحات المسجد الأقصى، حيث شملت الاعتداءات النساء والأطفال، كما جرى اقتحام المسجد القبلي واعتقال المئات من الشباب المقدسي الموجود بداخله.
بداية اقتحام المسجد الأقصى
وبدأت المناوشات بعد انتهاء الفلسطينيين من أداء صلاة التراويح داخل المسجد الأقصى المبارك، حيث بلغ عدد المصلين نحو 80 ألف شخص، حيث يبقى العديد من المعتكفين داخل المسجد دون مغادرته.
واستمرت تلك المناوشات لنحو ثلاثة ساعات، حتى بدأت عناصر الشرطة الإسرائيلية تنفيذ عملية الاقتحام حوالي الساعة الواحدة والنصف بحسب توقيت القدس (12:30 بتوقيت القاهرة)، ودخلت أعداد ضخمة من القوات إلى باحات المسجد الأقصى المبارك.
واعتدت عناصر الشرطة الإسرائيلية بقوة وعنف مفرط ضد الفلسطينيين الموجودين داخل المسجد الأقصى المبارك، حيث اعتدوا على كل من وجوده، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين.
اقتحام المسجد القبلي في الأقصى
وجاءت تلك الاعتداءات الإسرائيلية في ظل محاولات المستوطنين لاقتحام باحات المسجد الأقصى وذبح قرابين داخلها بمناسبة حلول عيد الفصح اليهودي، والذي يبدأ اليوم، الأربعاء، ويستمر لنحو أسبوع.
وتوجهت قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي إلى المسجد القبلي داخل الأقصى، حيث يتواجد المعتكفين، واعتدت على المصلين داخله، وعملت على تكسير الأبواب والمنافذ، ما خلف خسائر كبيرة.
وكذلك، شملت اعتداءات عناصر الشرطة الإسرائيلية عيادة الحرم القدسي الشريف، حيث تمت عملية اقتحام المسجد القبلي من جهتها، بالإضافة إلى منع عناصر الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى المصابين لإسعافهم، بحسب ما صرحت به هيئة الهلال الأحمر الفلسطينية.
هدف اقتحام المسجد الأقصى
واستمرت المواجهات العنيفة بين قوات الشرطة الإسرائيلي والفلسطنيين داخل المسجد الأقصى لنحو ساعتين ونصف، وخلالها تم اعتقال أكثر من 350 شابًا فلسطينيًا دفعة واحدة، واصطحابهم إلى أماكن التحقيق الإسرائيلية، حسبما أذاعت هيئة البث الإسرائيلية «كان».
وعند الساعة الرابعة فجرًا بالتوقيت المحلي (الثالثة صباحًا بتوقيت القاهرة)، أصبح المسجد الأقصى شبه فارغًا بشكل كامل من المصلين الفلسطينيين، وتم إقامة صلاة الفجر داخله، بأعداد أقل من المعتادة يوميًا.
وبعد إقامة صلاة الفجر بنحو ساعتين، اقتحمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين، المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلوات تلمودية، وانتهى ذلك الحادث دون وقوع حوادث غير عادية.
صواريخ غزة.. وتعليق نتنياهو
من جانبه، بدأ جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» تحقيقًا، اليوم الأربعاء، مع الشباب الفلسطيني الذي تم اعتقاله من باحات المسجد الأقصى فجرًا.
وقال بنيامين نتيناهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إنه يسعى إلى تهدئة الخواطر حول ما حدث في المسجد الأقصى فجرًا، حسبما نشر حسابه الرسمي على موقع «تويتر».
وأشار إلى أن إسرائيل ملتزمة بالوضع الراهن داخل المسجد الأقصى، وأنها تعمل على حرية وصول أتباع جميع الأديان للأقصى.
في السياق ذاته، وخلال الساعات الأولى من الصباح الباكر، أُطلقت 9 صواريخ من قطاع غزة المحاصر تجاه مستوطنة سديروت بمنطقة الغلاف، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف عدة مواقع داخل القطاع المحاصر.
موقف مصر: اعتداءات سافرة ضد الأقصى
بعد بدء عملية الاقتحام، على الفور أصدرت مصر بيانًا عبر وزارة الخارجية، حيث أدانت بأشد العبارات عملية الاقتحام الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف، وما صاحب ذلك من اعتداءات وصفتها بـ«السافرة»، وأدت لوقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين، بمن فيهم من النساء، حيث قالت إن ذلك يمثل انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية.
وجاء في نص البيان: "اعتبرت مصر أن مثل هذه المشاهد البغيضة والمستنكرة والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة تؤجج مشاعر الحنق والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطينى، والشعوب الإسلامية وأصحاب الضمائر الحية علي مستوى العالم".
وطالبت مصر، السلطات الإسرائيلية، بالوقف الفورى للاعتداءات، موضحةً أنها تروع المصلين الذين اتخذوا من بيت الله سكنًا آمنا فى أيام شهر رمضان المبارك، كما طالبت بتحمل المجتمع الدولى مسئوليته فى وضع حد لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.
بحسب البيان: "حملت مصر، إسرائيل، وهي السلطة القائمة بالاحتلال، مسئولية التصعيد الخطير الذي يقوض جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين".
الأردن: تصعيد خطير من قبل إسرائيل
وأدانت وزارة الخارجية الأردنية، بأشد العبارات، اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المتواجدين فيه، موضحةً أن ذلك يعد انتهاكًا صارخًا.
وحذرت الخارجية الأردنية من تبعات التصعيد الخطير، كما حملت إسرائيل مسؤولية سلامة المسجد الأقصى المبارك والمصلين، موضحةً أن السلوك الإسرائيلي يقوض يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم.
ودعت الأردن، جامعة الدول العربية، إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة التداعيات الخطيرة الحالية في المسجد الأقصى، والخروج بموقف عربي موحد ضد الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
اجتماع طارئ في الجامعة العربية
ومن المقرر أن يعقد مجلس جامعة الدول العربية، اجتماعًا طارئًا، اليوم الأربعاء، على مستوى المندوبين الدائمين، بالتنسيق بين مصر، بصفتها رئيس الدورة العادية 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والأردن وفلسطين.
ويأتي الاجتماع لاتخاذ موقف عربي موحد إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وفي ضوء التطورات التي يشهدها الأقصى جراء اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلية للحرم القدسي الشريف، والاعتداء عليه وعلى المصلين والمعتكفين فيه.
تعليق السلطة الفلسطينية
وحذر نبيل أبو ردينة المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة لكونها تؤدي لانفجار الأوضاع، قائلًا: "المساس بالمقدسات يمثل حربا شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وستشعل الحرائق في المنطقة".
وأكد أن السلطة الفلسطينية تحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تدهور، موضحًا أن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين ويجب ألا يخطأ أحد في تقدير حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
اقرأ أيضاً
فلسطين: اقتحام المسجد الأقصى سيكون شرارة انتفاضة جديدة.