دراسة تحذر من خطورة ذوبان جليد القطب الجنوبى: يبطئ تدفق المياه عبر المحيطات
حذرت دراسة جديدة من خطورة ذوبان الجليد في القطب الجنوبي، وقالت إنه يبطئ تدفق المياه عبر محيطات العالم، وله أثر كارثي على المناخ العالمي وسلسلة الغذاء البحرية، وفقا لموقع شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
قاد هذه الدراسة علماء من جامعة نيو ساوث ويلز، وخضعت لمراجعة النظراء، ووضعت نموذجا لتأثير ذوبان الجليد القطبي الجنوبي على تيارات المحيطات العميقة، التي تعمل في طرد العناصر المغذية من قاع البحر للصيد بالقرب من السطح.
- دورة المياه المنقلبة فى القطب الجنوبى تتباطأ
وبعد ثلاث سنوات تبين أن دورة المياه المنقلبة في القطب الجنوبي، والمعروفة أيضا بانقلاب المحيط على المسار الصحيح، ستصل إلى التباطؤ بنسبة 42% بحلول عام 2050 إذا استمر العالم في حرق الوقود الأحفوري، وإنتاج مستويات مرتفعة من التلوث الناتج عن تسخين الكواكب.
ومن المتوقع أن يؤدي البطء إلى تسريع ذوبان الجليد، وربما إنهاء نظام المحيط الذي ساعد في الحفاظ على الحياة لآلاف السنين.
وقال ماثيو إنجلند، نائب مدير مركز التميز في علم القطب الجنوبي التابع لمجلس الأبحاث الأسترالي، الذي نسق الدراسة: "إن الإسقاطات التي نملكها تجعله يبدو وكأن الانقلاب في القطب الجنوبي سينهار هذا القرن".
وركزت معظم الدراسات السابقة على الدوران المحيطي الأطلسي، وهو نظام التيارات التي تحمل الماء الدافئ من المناطق المدارية إلى شمال الأطلسي، ثم يغرق الماء البارد المالح ويتدفق جنوبا.
وقال مؤلفو الدراسة: يعتبر دوران مياه المحيطات العميقة أمرا حيويا لصحة البحار، ويلعب دورا مهما في عزل الكربون الممتص من الغلاف الجوي.
وذكر التقرير أنه في الوقت الذى سيتسبب فيه تباطؤ دورة المياه في القطب الجنوبي في برودة أعماق المحيط الأطلنطي، فإن إبطاء تداول المياه الكثيفة في القطب الجنوبي يعنى أن أعمق مياه المحيط الجنوبي ستدفأ، ومن الأمور المثيرة للقلق في هذا التباطؤ أنه يمكن أن تكون هناك ردود فعل على زيادة ارتفاع درجة حرارة المحيطات عند قاعدة الرفوف الجليدية حول القارة القطبية الجنوبية، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من ذوبان الجليد، وتعزيز أو تضخيم التغير الأصلي.
- ذوبان الجليد سيتزايد مع ارتفاع درجات الحرارة عالميًا
وقال العلماء إنه مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية من المتوقع أن يذوب الجليد في القطب الجنوبي بسرعة أكبر، ولكن هذا لا يعني أن حركة المياه العميقة سوف تزداد، بل على العكس من ذلك.
ففي أي نظام سليم، يسمح قوام الثلج المالح أو البارد من القطب الجنوبي الذائب بالغرق في أعمق طبقة من المحيط، ومن هناك يكتسح الشمال، حاملا الكربون ومستويات أعلى من الأكسجين مما قد يكون موجودا في الماء نحو 4،000 متر عمقا.
وقال العلماء إنه مع تحرك التيار شمالا، فإنه يثير طبقات عميقة من الأنقاض في قاع المحيط- بقايا من الكائنات البحرية المتحللة التي تغذي العناصر المغذية- التي تغذي قاع السلسلة الغذائية.
ويقول مؤلفو الدراسة إن تباطؤ انحسار المحيط القطبي الجنوبي له آثار أخرى غير مباشرة على الكوكب، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى تغيير مجموعات المطر في المناطق المدارية بما يصل إلى 1000 كيلومتر.
في وقت سابق من هذا الشهر، حذر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، في أحدث تقرير له، من أن آثار ارتفاع درجات الحرارة العالمية كانت أكثر حدة مما كان متوقعا، وبدون تغييرات فورية وعميقة، يندفع العالم نحو عواقب خطيرة ولا رجعة فيها بشكل متزايد لتغير المناخ.