رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتاب جديد لـ ماثيو ديزموند يبحث فيه أسباب الفقر في أمريكا

عالم الاجتماع الأمريكي
عالم الاجتماع الأمريكي ماثيو ديزموند

تشير إحدى الإحصائيات إلى أن أكثر من 11٪ من سكان الولايات المتحدة، عاشوا تحت خط الفقر العالمي في عام 2021، لكن ماثيو ديزموند عالم الاجتماع في جامعة برينستون يرى في كتابه الجديد "الفقر في أمريكا" أن هذه الإحصائية لا تلخص الصورة الكاملة لانعدام الأمن الاقتصادي في أمريكا.

بعد أن فاز ماثيو ديزموند بجائزة بوليتزر عن كتابه "نزع ملكية" حول العائلات التي تكافح من أجل الحفاظ على السكن، أدرك الكاتب أنه لم يفهم بعد سبب وجود فقر في الولايات المتحدة بصورة أكبر من أي ديمقراطية متقدمة أخرى.

فحص السياسات العامة

يرى ديزموند في كتابه الجديد "الفقر في أمريكا"، أن فهم الفقر يتطلب فحص السياسات العامة والقوانين والإعفاءات الضريبية لإظهار كيف تنفق الولايات المتحدة بالفعل مبالغ كبيرة على البرامج الاجتماعية، إذ تأتي أمريكا في المرتبة الثانية بعد فرنسا في هذا الصدد، لكنها تعطي أكبر قدر لمن هم في أقل حاجة لها. 

من الأمثلة التي يطرحها الكاتب أنه في عام 2020، أنفقت الحكومة الفيدرالية أكثر من 193 مليار دولار على الإعانات لأصحاب المنازل، ومعظم العائلات التي استفادت من هذه الميزة لديها دخل مكون من ستة أرقام وهم من البيض، فيما أُنفق 53 مليار دولار فقط على المساعدة المباشرة للأكثر احتياجًا، ومن ثم فإن 1 فقط من كل 4 أمريكيين من ذوي الدخل المنخفض للغاية مؤهل للحصول على مساعدات الإسكان.

يلاحظ ديزموند أن الأمريكيين الأكثر ثراءً يستفيدون أيضًا بشكل غير متناسب من خطط التقاعد المدعومة والادخار، فقوانين تقسيم المناطق الإقصائية تقود إلى تركيز الفقر في أماكن أخرى إذ تدفع العائلات ذات الدخل المنخفض المقصية من تلك الأحياء مثل السود واللاتينيين أكثر بشكل غير متناسب. 

سلطة الأثرياء

يقول ديزموند إن الأثرياء يتمتعون بسلطة سياسية أكبر، ويمارسونها من خلال الضغط من أجل ضرائب أقل وقوانين أخرى تمنحهم المزيد من المال والسلطة.

واستنادًا إلى تحليل لما يعتمل على أرض الواقع، يحاول الكتاب طرح الحلول فيشير الكاتب إلى أن ائتمان ضريبة الدخل المكتسب وقسائم الإسكان لدعم الإيجار يعدا من أكبر برامج مكافحة الفقر في الولايات المتحدة. 

لكن المؤلف يقول إن البرنامجين على أهميتهما لا يفعلان شيئًا لمعالجة أسباب الفقر الجذرية؛ فالائتمان الضريبي يسمح للشركات بالحفاظ على الأجور منخفضة، وقسائم الإسكان لا تمنع أصحاب العقارات من زيادة الإيجار عندما ترتفع أجور المستأجرين.

ويضيف: نحن بحاجة إلى ضمان بقاء المساعدات الموجهة إلى الفقراء في جيوبهم، وهو ما يتطلب سياسات تمنح الفقراء المزيد من القوة في مكان العمل وسوق الإسكان، ويرى الأمل في الدفع المتزايد للنقابات وحركة حقوق المستأجرين.

ويتابع: يمكننا سد فجوة الفقر بأكملها تقريبًا في أمريكا إذا دفع الأغنى بيننا ببساطة جميع الضرائب المستحقة عليه.