عماد الغزالى.. بين الثقافة والسياسة وأشياء أخرى (عروض الكتب)
118 مقالاً كتبها الكاتب الصحفي عماد الغزالي خلال فترة رئاسته تحرير جريدة "القاهرة" التى تصدر عن وزارة الثقافة المصرية على مدار خمس سنوات (إبريل 2017- 2022)؛ تنوعت بين الإعلام والتعليم والثقافة والشأن العام والمراجعات والشخصيات؛ وأن تصدرت مقالاته فى الثقافة والشأن العام قائمة مقالاته بواقع 49 مقالًا.
بينما جاءت مقالاته فى الإعلام فى الترتيب الثاني بواقع 20 مقالًا، تلاها مقالاته عن عدد من الشخصيات التى تعرف إليها عن قرب بواقع 18 مقالًا وهوما جعلها فى الترتيب الثالث، ثم جاءت مقالاته تحت عنوان مراجعات بواقع 18 مقالًا فى الترتيب الرابع، ومقالاته فى التعليم بواقع 13 مقالاً.
لعل أسباب أن تتصدر مقالات عماد غزالى فى الثقافة والشأن العام فترة توليه رئاسة تحرير "القاهرة" يعود لطبيعة الفترة التى شهدت فيها مصر تحولات سياسية ومجتمعية واقتصادية وثقافية عل أبرزها جهود الدولة لبناء الإنسان عبر مرحلتين، الأولى فى أثناء فترة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسية الأولى التى بدأت منذ عام 2014 وحتى 2018، وكان التركيز فيها على توفير البيئة المواتية لبناء الإنسان عبر الاهتمام بمشروعات البنية التحتية وتطبيق برنامج ناجح للإصلاح الاقتصادي، وبالتوازى مع ذلك كان اتخاذ خطوات عملية لتنمية مهارات الشباب من خلال تدشين البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة وكان بمثابة البذرة التى غرسها الرئيس فى مجال التدريب والتطوير، والفترة الرئاسية الثانية التي اتجهت الدولة على نحو أكبر للاهتمام ببناء الإنسان، بعد أن عبر المصريون مرحلة الإصلاح الاقتصادى الصعب، وبدت الفرصة مواتية لإطلاق جملة من المبادرات التعليمية والثقافية، وهو ما انعكس بطبيعة الحال على مقالات رئيس تحرير جريدة القاهرة التى تنوعت بين استدعاء التاريخي فى مقالاته "بين السيسي ومحمد علي، والتاريخ الذى نحمله على ظهورنا 1و2، ينابيع الحضارة"، وبين السياسى مستدعياً الحاضر ومستعرضاً للحظاته الفارقة المصاحبة لبناء الإنسان المصرى وهو ما برز على سبيل المثال فى مقالات" ماذا لو لم تكن ثورة 30 يونيو؟، وملاعيب شيحة الإثيوبي، والآن حصحص الحق، والأردوغان ورفاقه، وأحلام الإسلامجية فى الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو".
عن صناعة الإعلام.. واستشراف مستقبله
فى الترتيب الثاني؛ جاءت مقالات الكاتب الصحفي عماد الغزالي بواقع 20 مقالاً؛ تناول فيها عدداً من القضايا التى تشغل بال المهمومين بصناعة الإعلام سواء على مستوى المهني، أو الذاتي؛ وهو ما برز فى مقالاته "القاهرة بتاعتنا كلنا، وبين الثقافة والإعلام، وعن أخلاقيات الإعلان والدراما، والتليفزيون، والمزايدون يمتنعون، وعن إعلام المستقبل، وغواية المكلمة".
بالنظرالى طبيعة القضايا المطروحة فى خطاب عماد الغزالي الخاص بالإعلام وصناعته؛ ثمة تشريح دقيق لطبيعة التحديات التى تواجه إعلامنا المصري والعربي استطاع ان يسلط عليها الضوء وهوما يعود لخبرته الممتدة التى تشكلت فى غرف الأخبار وصالات تحرير الصحف المصرية سواء وهو مدير تحرير جريدة "الشروق" التي أسهم في تأسيسها، أو كواحد من المؤسسين لمجلة "الكتب.. وجهات نظر"؛ وغيرها من التجارب المهنية وحتي رئاسته تحرير "القاهرة"، ومن أبرزها تأثير مواقع التواصل الاجتماعى فى الإعلام، والتى فتحت بابا واسعاً للأخبار المكذوبة والمعلومات المغلوطة والموجهة، والتى أصبحت تسيطر على المجال العام، والخطاب الشعبوي الذى سيطرعلى إذاعاتنا المصرية، وطبيعة العبارات والإيحاءات والصور التى تحفل بها إعلانات التليفزيون، والتى يتضمن بعضها على إيحاءات جنسية صريحة وضمنية.
شخصيات فى حياة عماد الغزالي
فى الكتاب تجد كل من إحسان عبدالقدوس، وفؤاد زكريا، وجلال امين، وسلامة أحمد سلامة، وصبري موسى، وحسن حنفى، وعمروعبدالسميع، ويحيي حقي؛ وغيرهم حاضرين وبقوة؛ وجميعها شخصيات لعبت دوراً كبيراً فى الثقافة المصرية بل والعربية لما قدموه من أطروحات وروئ عبر 18 مقالا كتبها عماد الغزالي خلال فترة رئاسة تحرير جريدة "القاهرة"؛ وهوما جعلها فى الترتيب الثالث من حيث العدد.
عماد الغزالي فى هذا القسم من الكتاب يستعرض لقراءئه ومتابعيه تجاربه وخبراته المهنية المبكرة منحياته حين التقى بعدد من المفكرين والأدباء الكبار ليحاورهم؛ فهو الذى التقى نجيب محفوظ، ولويس عوض، وعلى الراعي، والطيب صالح، ومحمود درويش؛ وغيرهم، وهو الشاهد علي معاركهم الأدبية، وإسهاماتهم التى أضافت للمكتبة المصرية والعربية وصاغت وجدان الشعوب العربية.
مراجعات "الغزالي"
بواقع 18 مقالًا جاءت مقالات عماد الغزالي تحت عنوان "مراجعات" فى الترتيب الرابع من هذا الكتاب، حيث تنوعت بين عروض الكتب مثل كتاب "هل يدخل الصحفيون الجنة؟" للكاتب الصحفى الكبير محمد العزبي، و"العصف والريحان"لمحمد سلماوي، و"ضد التاريخ" لمصطفى عبيد، و"من وحى مذكرات عمروموسى"؛ وغيرها، وبين استعراض ظواهر ادبية شغلت الصحافة الثقافية فى مصر بل وفى العالم تزامناً مع جائحة كورونا وهوما برز فى مقال جاء بعنوان "روايات الأوبئة".
التعليم وسنينه
ملف التعليم وقضاياه لم تغب ايضاً عن خطاب الكاتب الصحفي عماد الغزالي خلال فترة توليه رئاسة تحرير جريدة "القاهرة"؛ وهو ما يعكس طبيعة القضايا المركزية التى يتبناها الكاتب الصحفى فى كتابه "بين الثقافة والسياسة"؛ خاصة دفاعه عن مدارس الحكومة وجامعات الحكومة لإعتقاده أن التعليم الحكومى هو الأصل وما دونه استثناء.
عبر 13 مقالاً كتبها عماد الغزالي عن التعليم وقضاياه فى هذا الكتاب؛ يرصد ويحلل ويقدم الحلول فى عدد من التحديات التى يتعرض لها نظام التعليم المصرى سواء ما قبل الجامعى أو الجامعى؛ وهو ما يبرز فى عناوين مثل "عن التعليم واللغة العربية، زويل ومدارس الحكومة، والتعليم المستمر أسلوب حياة، أدعموا التعليم الحكومى، طه حسين ومستقبل الثقافة فى مصر، والتزوير والمزورون".