«السُلطة المسكوت عنها».. كتاب جديد يبحث في سيرة السيدة الأولى إديث ويلسون
من بين قصص التاريخ الكثيرة عن وجود قوة وراء العرش، كانت واحدة من أكثر القصص إثارة للاهتمام هي قصة إديث ويلسون، السيدة الأولى للرئيس وودرو ويلسون.
تبحث الكاتبة ريبيكا بوجز روبرتس، مؤلفة السيرة الذاتية الجديدة "السلطة المسكوت عنها: الصعود المذهل والإرث المعقد للسيدة الأولى إديث ويلسون" في سيرة السيدة الأولى ودورها في السلطة.
سيرة ذاتية
التقت إديث بالرئيس وودرو ويلسون وتزوجته عام 1915. عندما أصيب بجلطة دماغية واختفى عن الأنظار في عام 1919، أصبحت إديث حارسته والمتحدثة باسمه، ومنعت الزيارة له لشهور، وأبلغت المسئولين الآخرين بما قرره الرئيس بشأن القضايا الحيوية.
تقول كاتبة السيرة:"لا يوجد شك لدي في أن هناك أوقاتًا لم تستطع أن تستشير فيها الرئيس، ومن ثم فقد كانت تتخذ عنه القرارات في كثير من الأحيان".
تشير الكاتبة إلى أن نشأة روبرتس تمنح صورة للمرأة القوية في واشنطن. كانت جدتها ليندي بوجز زوجة زعيم في الكونجرس، وبعد وفاته فازت في الانتخابات لمقعده وأصبحت هي نفسها نائبة، وكانت أول امرأة تُنتخب لعضوية الكونجرس من ولاية لويزيانا. أيضًا، فقد كانت والدة روبرتس، كوكي روبرتس، مراقِبة الكونجرس في الإذاعة الوطنية العامة.
تتحدث المؤلفة عن بداية تعارف إديث بزوجها:كان زواجًا ثانيًا لكليهما، فإديث أرملة ترك لها زوجها الأول متجر للمجوهرات في واشنطن. وبحلول الوقت الذي التقت فيه بالرئيس، كانت صاحبة مشروع صغير لذا فقد حصلت على الموارد المالية والمكانة لأنها كانت أرملة بلا أطفال، فهي لا تدين بالفضل لأحد ولم تكن بحاجة إلى مرافق، حتى أنها كانت أول امرأة في واشنطن لديها رخصة قيادة.
وتقول روبرتس: كانت إديث تتمتع بمستوى من الاستقلالية والسيطرة على أموالها الخاصة، وهو ما لم يكن متوفرًا للنساء في أوائل القرن العشرين، لذا عندما التقى بها الرئيس، لم تتحمس للزواج والاضطلاع بمهام السيدة الأولى، لكنه استطاع أن يكسبها بالتحدث معها في السياسة أكثر من إظهار الحب.
الاهتمام بالسياسة
توضح المؤلفة: ثبت أن اهتمام إديث بالسياسة مفيد للغاية في عام 1919، عندما انهار ويلسون بسبب سكتة دماغية. بعد أن قاد الولايات المتحدة إلى النصر في الحرب العالمية الأولى، استنفد نفسه في محاولة فاشلة لإقناع الولايات المتحدة بالانضمام إلى عصبة الأمم، التي كانت مقدمة للأمم المتحدة، والتي كانت مصممة للحفاظ على السلام.
وتضيف: عندما أصيب الرئيس بالشلل في جانبه الأيسر، طمأنت إديث الجمهور بأنه يتحسن. لقد كذبت على الجمهور وعلى الصحافة والكونجرس ومجلس الوزراء، وعلى نائب الرئيس والرئيس نفسه الذي لم يعرف أبدًا مدى مرضه، وتم حجب جميع الأخبار المثيرة للجدل أو المزعجة عنه.
فضلًا عن ذلك، تابعت إديث مع الأشخاص الذين لديهم أعمال تجارية مع الرئيس. لجأ الكثيرون إلى كتابة رسائل إلى السيدة الأولى، التي ادعت استشارة زوجها قبل الرد، لكنها على الأرجح هي التي اتخذت قرارات لملء المناصب الشاغرة، ومع ذلك، فالكاتبة ترجح أنها لم تكن تقررشيئًا مختلفًا عما كان سيقرره لأنها كانت تعرف أولوياته جيدًا.