رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بتذكار القدّيستَين برباتوا وفِليشتا

كلاوديو لوراتي
كلاوديو لوراتي

تحتفل الكنيسة اللاتينية بتذكار القدّيستَين برباتوا وفِليشتا، الشهيدتَين، اللواتي استشهدتا في زمن اضطهاد الإمبراطور الروماني سِبتيمُس سيفيرُس سنة 203 في قرطاجة، لدينا وصف مستفيض عن موتهما.. وضع قسماً منه بعض "المعترفين" أنفسهم، وهم الذين كانوا عرضة للاضطهاد، ووضع القسم الآخر كاتب معاصر للشهيدتين.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لا يهمّ أن تعرف من معك أو من ضدّك؛ احرص بالأحرى أن يكون الله معك في كل خواطرك وأعمالك. احفظ ضميرك نقيًّا والله سيدافع عنك.. إن عرفت كيف تصمت وتتألم، ستتلقى عون الله. هو يعرف متى وكيف ينقذك؛ فاستسلم له. إنَّ لله أنْ يساعدك ويحررك من كل خزي.

غالبا ما يكون من المفيد لنا، بغية بقائنا في تواضع أكبر، أن يعرف الآخرون عيوبنا ويلومونا عليها..عندما يتّضع الإنسان ويعترف بنقائصه، يجرّد أعداءه بسهولة من سلاحهم ويفوز من دون عناء بالحاقدين عليه.  

إنّ الله يحمي الرجل المتواضع القلب: إنّه يحبّه ويواسيه، يميل إليه، يملأه من نعمته ويشاركه في مجده. يكشف له أسراره؛ يدعوه ويجذبه إليه بعذوبة.. إنّ الإهانات لا تقوّض سلام الرجل المتواضع كونه يعتمد على الله وليس على كائنات بشرية هالكة.. لا تَخَلْ إنّك أحرزت بعض التقدّم إن كنت لا تزال تحسب نفسك أعظم من أخاك.

وهناك تواضعٌ يأتي من مخافة الله، وهناك تواضعٌ يأتي من الله نفسه. هناك مَن هو متواضعٌ لأنّه يخاف الله، وهناك مَن هو متواضعٌ لأنّه يعرف الفرح.

إنّ الذي يكون متواضعًا لأنّه يخاف الله، يَلقى العذوبة في جسده واتّزان الحواس والقلب المنكسر في كلّ الأوقات.. أمّا الذي يكون متواضعًا لأنّه يعرف الفرح، يَلقى بساطةً كبرى وقلبًا منشرحًا لا شيء يحتجزه.