المفكر الأسترالي جون كين يرصد تاريخ الديمقراطية في كتاب جديد
في كتاب جديد بعنوان "أقصر تاريخ للديمقراطية: 4000 عام من الحكم الذاتي"، يحاول المفكر الأسترالي جون كوين المهتم بالقضايا ذات الصلة بموضوع الديمقراطية، كتابة التاريخ الكامل للديمقراطية في العالم عبر 224 صفحة فقط.
يتتبع المفكر السياسي الشهير مفهوم الديمقراطية من عصر ديمقراطية التجمع في أثينا إلى الديمقراطية الانتخابية المستوحاة من أوروبا وولادة الحكومة التمثيلية في كتابه “أقصر تاريخ للديمقراطية"، في سرد يتتبع 4000 عام من تطور هذه المؤسسة المعقدة.
النضال من أجل الحكم الذاتي
يروي كين قصة مجتمعات عبر العصور القديمة والحديثة ناضلت من أجل الحكم الذاتي، منوهًا بأهمية عدم النظر إلى رحلة الديمقراطية على أنها مسيرة ثابتة للعالم الغربي نحو الحرية والتنوير، بل باعتبارها ملحمة مليئة بالتحولات والمنعطفات والأزمات والتجديدات.
ويحدد كين أول بصيص للحكم الذاتي في التجمعات العامة لمدن بلاد ما بين النهرين التي كانت برأيه بمثابة قوة معادلة للسلطة الملكية، قبل قرون من ظهوره في اليونان القديمة. فيما يتتبع ظهور المجالس اللاحقة في أثينا التي حددت في وقت مبكر البرلمانات التي ستظهر في أجزاء من أوروبا في العصور الوسطى.
ويشير كين إلى أن هذه الرؤية الجديدة للديمقراطية سيتم تبنيها في نهاية المطاف في مستعمرات أمريكا الشمالية، ما سيؤدي إلى الثورتين الأمريكية والفرنسية والثورات المناهضة للإمبريالية في أمريكا الجنوبية.
الديمقراطية الرقابية
يجادل كين بأن مرحلة جديدة محورية بدأت في الأربعينيات مع ظهور ما يسميه "الديمقراطية الرقابية"، والتي تميزت بظهور أشكال جديدة من مؤسسات مراقبة السلطة والأشكال القانونية للمساءلة.
ويرى أن هذه الحقبة الأخيرة من التوسع الديمقراطي عالمية حقًا وليست غربية فقط، منوهًا بأهمية الدفاع عن الديمقراطية باعتبارها أضمن تمكين للانفتاح والتنوع وأسلوب الحياة الأخلاقي.
يشار إلى أن جون كين هو أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيدني، ومركز برلين للعلوم الاجتماعية. كما أنه أسّس أول مركز لأبحاث الديمقراطية في العالم وهو مركز دراسة الديمقراطية في لندن.
ومن مؤلفاته الأخرى في المضمار ذاته: "العنف والديمقراطية"، و"الديمقراطية وانحطاط وسائل الإعلام"، و"حياة الديمقراطية وموتها". ونظرًا لإسهاماته البارزة في العلوم الإنسانية، فقد رُشح كين لجائزة بالزان، وجائزة هولبرغ.