تبعات الزلزال.. «الصليب الأحمر» يحذر من انهيار منظومة المياه بشمال غرب سوريا
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف، اليوم الإثنين، من انهيار منظومة المياه في شمال غرب سوريا، وما ينتج عنها من عواقب إنسانية وخيمة وتحديات مدمرة قد تهدد الصحة العامة إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة وتسبب في إلحاق أضرار كبيرة بمنظومة المياه المتهالكة هناك، مما يضعها تحت عبء جديد يزيد المخاوف من احتمال انهيارها.
وقالت اللجنة في تقرير لها: "منظومة المياه في مدينة حلب، والتي تقادمت لدرجة أن قطع غيارها لم تعد متوفرة تعرضت إلى ضغوط متزايدة بداية من الحرب الدائرة منذ 12 عاما ثم الزلزال المدمر الآن الذي أجهز عليها".
وأضافت: "المزيد من السكان أصبحوا يعتمدون على المنظومة ذاتها لتلبية احتياجاتهم من المياه بعد أن فقدوا منازلهم في الزلزال، كما أن الضرر المباشر الذي لحق بمرافق البنية التحتية قلل من كفاءة المنظومة وزاد من خطر تلوث المياه، وذلك في الوقت الذي دمر الزلزال العديد من خزانات المياه الموجودة فوق أسطح المنازل مما زاد الضغط على شبكات المياه، إضافة إلى انهيار أجزاء من شبكة الصرف الصحي في المدينة التي لحقت بها أضرار بالغة من قبل خلال النزاع، ما أدى إلى تفاقم الاحتياجات في بلد تكافح لمواجهة آثار نزاع تجاوز عقدا من الزمان".
ومن جهته، قال نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستاين هوبن، والذي كان يشرف على عمليات الاستجابة الإنسانية لتداعيات الزلازل، إن زيادة احتمال حدوث عواقب وخيمة على قطاع الصحة العامة كأثر غير مباشر للزلزال أمر مفزع، خاصة مع ظهور أي تداعيات صحية جديدة، مثل انتشار الأمراض المعدية، والذي سيكون كارثة تحل بالبلاد.
وأشار التقرير إلى أن الوصول لمياه الشرب الآمنة يمثل تحديا يؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سوريا، موضحا أنه قبل عام 2010 كان 98% من سكان المدن، و92% من سكان المجتمعات الريفية يحصلون على المياه الصالحة للشرب بصورة مستدامة، أما اليوم فلا يعمل بشكل منتظم سوى 50% فقط من منظومة المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء سوريا.