«الخيامية الأشهر».. أقدم أسواق فوانيس رمضان في مصر
بدأت شوارع مصر تتزين بفوانيس رمضان، وهو الطقس الذي يحرص عليه المصريين وشراء ألوان مختلفة من الزينة التي تضفي بهجة خاصة مع حلول الشهر الكريم.
وتتفنن الأيادي المصرية في صناعة فوانيس رمضان والابداع فيها بجميع الأشكال والأحجام والألوان، اذ تعد الاسواق المصرية واحدة من اقدم الاسواق في المنطقة في هذه الصناعة.
عادة الاحتفال بفوانيس رمضان
وبدأ ظهور الفوانيس في مصر والاحتفال بها في شهر رمضان خلال العهد الفاطمي فى 5 رمضان من العام 362 هجرية، 973 ميلاديًا، حينما دخل المعز لدين الله الفاطمى إلى مصر قادمًا من المهدية (تونس حاليًا) عقب ثلاثة أعوام من سقوطها بيد قائده جوهر الصقلى.
ليخرج عدد كبير من المصريين آنذاك لاستقبال الخليفة حاملين المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة، اذ كان هذا العرف السائد للخروج ليلًا و صاحب دخول المعز موكب احتفالى كبير أشبه بمواكب المصريين لاستطلاع الهلال.
ومنذ ذلك الوقت، وقد ازدهرت صناعة الفوانيس فى مصر خلال العهد الفاطمى، واصبحت عادة خروج الأطفال بالفوانيس للعب واللهو مساءً حتى تطورت عادة حمل الفانوس ويمر الأطفال بالفوانيس يغنون بعض الأغانى المتعلقة بالشهر الفضيل ويطرقون أبواب البيوت ويأخذون ما يجود به أهل المنازل.
وتنتشر في مصر أسواق عديدة لصناعة فوانيس رمضان يأتي إليها الناس من كل حدب وصوب لرؤية فوانيس وزينة رمضان.
يتخطى حجم إنتاج مصر من الفوانيس 2 مليون فانوس، بقيمة إنتاجية 500 مليون جنيه، وبصناعة مصرية 100%، بالإضافة لتصدير المنتج للأسوق الخارجية لتواجد المنتج، ابتداءً من العام الماضي لبلاد مثل الإمارات وإيطاليا، وذلك بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن شعبة الأدوات المكتبية لعام 2022.
فوانيس قاهرة المعز
وتتركز صناعة الفوانيس في القاهرة الفاطمية وتحديدًا في أماكن مثل حارة اليهود، الربع، الخيامية والمزين.
ويوجد في حارة اليهود بيع زينة رمضان جملة، اذ أنّها تعد واحدة من أكبر الأسواق التجارية التي تقع في منطقة العتبة، والتي تذخر بالإكسسوارات اليدوية المصنوعة من أسلاك وشرائط النحاس والأحجار الكريمة والتقليدية لاسيما مع اقتراب شهر رمضان.
أما الربع فهي منطقة أثرية من الدرجة الاولى تضم عددًا من الآثار الإسلامية، وهو من أهم شوارع حي الدرب الأحمر بالقاهرة القديمة والمتفرع من شارع بورسعيد؛ إذ تحتوي هذه المنطقة على عدد من الورش لصناعة الفوانيس والزينة بأشكالها التقليدية المختلفة.
فيما يعد شارع الخيامية من أبرز الأماكن لشراء فوانيس رمضان بأشكاله المختلفة في منطقة الأزهر الذي يقع على امتداد شارع المعز، ويوجد به مجموعة من الورش التي تخصصت في صناعة منتجات الخيامية؛ ومنها فوانيس الخيامية والزينة المكسوة بأقمشة الخيام أو الأقمشة القطيفة المطعمة بالحروف وغيرها.
فوانيس اسكندرية
وبمحافظة عروس البحر المتوسط يتصدر سوق المنشية بوسط محافظة الاسكندرية أسواق بيع فوانيس رمضان، ويستعد كل عام لاستقبال شهر رمضان المبارك، من عرض جميع أنواع فوانيس شهر رمضان المبارك، وذلك لبيع الفوانيس بأسعار مخفضة.
فوانيس الصعيد
وفي وجه قبلي يعد سوق القيسارية بمحافظة أسيوط واحدا من أقدم الأسواق بالمحافظة بل في محافظات صعيد مصر بأكملها، وهو من الأسواق الشاملة التي تشمل كل المنتجات، ويعتبر شهر رمضان من الأشهر التي تزدهر فيه التجارة بكل أنواعها وخاصة تجارة الفوانيس.
وينتشر الفانوس المصري بأشكاله المختلفة سواء النحاسي أو الخشبي، أو المصنوع من الأقمشة نفسه في السوق الأسيوطي.
وبمحافظة المنيا يتميز شارع "المقدم" بكونه أقدم وأشهر شارع لصناعة الخيامية وفوانيس ومستلزمات شهر رمضان الكريم، حيث توارث الصناع المهنة من الآباء والأجداد، ونجحوا في تطويرها من الأقمشة العادية إلى الأقمشة المنسوجة بالمشغولات.
أسعار فوانيس رمضان
تختلف أسعار فوانيس رمضان حسب الحجم والشكل والجودة، وسجلت اسعار الفوانيس ارتفاعا نسبيا عن العام الماضي، حيث يزداد الطلب على شراء فوانيس مع قرب حلول شهر رمضان الكريم.
الفوانيس الصاج تبدأ من 75جنيه وهذا السعر للاحجام الصغيرة، والفانوس الصاج وسط يسجل بين 150 جنيها إلى 700 جنيه، الفانوس الصاج كبير قد يصل الى 3000 جنيه، وقد تختلف الأسعار نسبيًا حسب المنطقة.
وتبدأ أسعار الفوانيس الخشب من 200 جنيه إلى 600 جنيهًا، وفانوس هيد ميد 700 جنيه، وتتراوح أسعار الفوانيس البلاستيك بين 10 جنيهات و65 جنيها، وقابل للزيادة حسب حجم الفانوس.
الفانوس الصيني
وحاولت الصين أن تغزو سوق صناعة فوانيس رمضان في مصر الا انها سرعان ما فشلت ولم تحقق نجاحًا كبيرًا، فلا يزال المصريين يميلون الى الفانوس الفاطمي.
يتميز الفانوس الصيني بأنه يضيء ويتكلم ويتحرك بل تحول الأمر إلى ظهور أشكال أخرى غير الفانوس ولكن لا تباع إلا في رمضان تحت اسم "الفانوس"، وحاولت غزو الدول العربية به.
لا يزال فانوس رمضان الصاج بشكله القديم التقليدي يتربع على عرش هذه الصناعة، حتى بعد محاولات الصين بغزو هذه الصناعة بأشكال مختلفة من الفوانيس التي تغني وترقص.
منع استيراد فوانيس رمضان
عام 2015 أصدر الدكتور منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة الأسبق، قرار رقم 232 لسنة 2015، بمنع استيراد المنتجات ذات الطابع الشعبي (الفولكلور الوطني) والذي شمل منع استيراد فوانيس رمضان من جميع دول العالم، والاعتماد على الصناعة المحلية، مشيرًا إلى أن الجزء المستورد من هيكل الفانوس هو أسطوانة واحدة الصورة والضوء فقط.