وساطة أمريكية وخطوات مؤقتة.. كواليس التفاهمات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
توصلت إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى تفاهمات فيما بينهما بوساطة أمريكية حول العديد من الخطوات التي يتخذها الجانبان، سواء ما تسعى له رام الله في الأمم المتحدة، أو مخططات تل أبيب لتوسيع الاستيطان.
وتأتي تلك التفاهمات في ظل الضغط الذي مارسته إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» على السلطة الفلسطينية، وكذلك الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، من أجل خفض وتيرة الخطوات التصعيدية بينهما.
تفاصيل التفاهمات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
وتقضي تلك التفاهمات، وفق ما قالته مصادر إسرائيلية، على ألا تدفع فلسطين تصويتًا لإدانة بناء مستوطنات إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة في مجلس الأمن، غدًا الإثنين، مقابل أن تعلق إسرائيل الترويج لمزيد من المستوطنات، وهدم المنازل وإخلاء الفلسطينيين، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن إسرائيل ستعلق تلك الخطوات بشكل مؤقت، وذلك حسب التفاهمات التي توصلت إليها إدارة الرئيس الأمريكي بعد ممارستها ضغوطًا ضخمةً على الجانبين.
ماذا تريد أمريكا؟
وكشفت مصادر إسرائيلية عن أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطا قوية لدفع التفاهمات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وذلك بسبب المخاوف من اندلاع تصعيد في شهر رمضان المبارك، أو عيد الفصح اليهودي، حال استمرت التوترات الحالية.
وأشارت إلى أن واشنطن تريد منع التصويت ضد المستوطنات في الأمم المتحدة حتى لا تضطر إلى استخدام حق النقض «فيتو» ضد قرار مقترح مما يعكس مواقفها من قضية المستوطنات.
وتابعت المصادر الإسرائيلية: "بالإضافة إلى ذلك، كانت الإدارة الأمريكية تخشى أن التصويت في مجلس الأمن الدولي، حتى لو استخدمت فيتو، سيؤدي إلى تصعيد الموقف".
خطوات تفعلها السلطة الفلسطينية
وتشمل التفاهمات أنه لن يروج الفلسطينيون للتصويت على قرار ضد المستوطنات غدا في مجلس الأمن، وسيكتفون بإعلان رفض أو إدانة فقط عبر «بيان رئاسي» من مجلس الأمن، وهو أقل إلزامًا من وجود قرار يصوت عليه أعضاء مجلس الأمن.
ومن المقرر أن ينص البيان الرئاسي الذي سوف يصدر عن مجلس الأمن على إدانة البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، كما يشمل إدانة الهجمات الفلسطينية الأخيرة ضد الإسرائيليين.
وسوف يحظى ذلك البيان بدعم من الإدارة الأمريكية، كما أنه أول بيان يصدره مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية منذ سبع سنوات.
ماذا ستفعل إسرائيل؟
في المقابل، تعهدت إسرائيل بتعليق الموافقة على خطط البناء الإضافي في المستوطنات، وتعليق هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وعدم إخلاء الفلسطينيين من منازلهم في المنطقة «ج»، وتقليل غارات الجيش الإسرائيلي على المدن الفلسطينية، وذلك سوف يستمر لعدة أشهر.
من جانبه، قال مسئول سياسي إسرائيلي إنه تم إقرار كافة خطط البناء في اجتماع المجلس الأعلى للتخطيط، الذي عقد الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك نية لعقده مرة أخرى في الأشهر الثلاثة المقبلة.
في السياق ذاته، أكد مسئولون أمريكيون كبار أنه تم التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل والفلسطينيين تسمح بتأجيل التصويت في مجلس الأمن الدولي حتى إشعار آخر.
وأكد مسئول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، بحسب «واللا»، أن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أجرى محادثات هاتفية مع الجانبين في الأيام القليلة الماضية، وطرح عدة أفكار قابلة للتنفيذ بين الجانبين.