ماهو دور الطائفة الإنجيلية في المواطنة الديناميكية؟
أجرت رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر، اليوم الجمعة انتخاب رئيس الطائفة ونائبه، بحضور أعضاء المجلس الإنجيلي العام.
وعقد المؤتمر الصحفي لإعلان نتائج الانتخابات، بمقر رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر في منطقة مصر الجديدة.
الدور اللاهوتي للطائفة الإنجيلية:
ويقول الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الانجيلية في مصر، في مقاله له عن «الحضور الإنجيلي في مصر»: ورغم عظم الخدمات المجتمعية التي تقدمها الكنيسة للمجتمع لم تنس الكنيسة أبدًا دورها اللاهوتي والروحي، فحين جاءت الحركة المصلحة في مصر وجدت الكنيسة نفسها أمام الكثير من العقبات أولها ما أنتجه اصطدام التعاليم اللاهوتية للكنيسة المصلحة بالتعاليم الموجودة في الكنائس التقليدية آنذاك، وأهم هذه المبادئ التي كانت ومازالت تخلق مجموعة من الإشكاليات مثل سمو سلطان الكتاب المقدس وحق كل مؤمن في قراءته وتفسيره فقد رفعت حركة الإصلاح شعار الكتاب وحده كمصدر للتعليم، وهذا ما أثار ويثير إشكالية "الكتاب المقدس والتقليد"، وأيضًا الخلاص بالإيمان وحده وليس بالأعمال ومن هنا جاءت إشكالية "الإيمان والأعمال"، وأيضًا كهنوت جميع المؤمنين، التي أشعلت إشكالية "الكهنوت الخاص" في الكنائس التقليدية، وغيرها من الإشكاليات.
وتابع: ولم تواجه الكنيسة المشيخية في بدايتها عائق هذه الإشكاليات فقط، بل كان هنا عائق أكبر ألا وهو عائق القرينة المصرية المتمثلة في اللغة والثقافة، إذ جاء المرسلون ليواجهوا ثقافة شرقية مختلفة تمامًا عنهم، ولغة عربية ظلت بعيدة عن العبادة المسيحية حتى ذلك الحين، فرغم استخدام الكنائس التقليدية للعربية قليلًا في العبادة إلا أن العربية لم تصبح لغة رسمية للعبادة في أي من الكنائس المصرية.
مضيفًا: وهنا اتخذت الكنيسة المشيخية مبادرة الاقتراب والمصالحة مع القرينة المصرية، في محاولة لإعادة التعبير عن لاهوتها فيما يتناسب والقرينة، من خلال عقد مصالحة شاملة تضم إعادة التعبير عن عناصر الإيمان والعبادة والحياة بطريقة مقبولة ومفهومة وملائمة اجتماعيًا ولغويًا للقرينة المصرية. فلم تقدم أنماط عبادة غير عربية في قرينة عربية.
وتابع: وأيضًا أهم مبادرات المصالحة ليس فقط استخدام اللغة العربية في الصلاة والعبادة، بل أيضًا كانت المصالحة في ترجمة كتاب ترانيم الكنيسة الإنجيلية والذي أُطلق عليه "نظم المزامير" هذا العمل الجليل قام به عدد كبير من المرسلين والمصريين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إذ قاموا بترجمة مجموعة كبيرة من الترانيم، من اللغة الإنجليزية إلى العربية، تتسم بأنها كتابية وتحمل مفاهيم لاهوتية سليمة.