«عرض البوح».. تجسيد للفلكلور الشعبي «ياسين وبهية» باللهجة الصعيدية

بالبحث في الفلكلور الشعبي المصري، نجد أنه غني بمختلف القصص والروايات الشعبية التي ظلت خالدة مع مرور الزمن، واحتفظت بها ذاكرتنا الشخصية وذاكرة الفن حتى يومنا هذا.

وتعد من أشهر الحكايات الشعبية قصة ياسين وبهية، التي تغنت بها الربابة، وجسدت دراميا باختلاف الروايات المتداولة عنها.

وعلى مسرح مركز "الحرية" للإبداع عرض فريق جوانا للفن والتنمية تناولا جديدا باللهجة الصعيدية للحكاية الشعبية ياسين وبهية، من التراث الصعيدي بمنظور مختلف تخليدا لذاكرة التراث الشعبي وهو ركن اساسي من الذاكرة الدرامية المصرية.

وافتتح العرض المسرحي بلمسة وفاء بالوقوف دقيقة حداد على ضحايا حادث زلزال تركيا وسوريا المأسوي.

يقول مصطفى فتوح، مخرج العمل، إنهم حرصنوا من خلال عروضهم الفنية المسرحية توثيق الذاكرة الشعبية الثرية والتي لا تنسى ولكن بإضافة معالجة درامية مختلفة تحفظ التراث الأصلي.

وتابع، أن قصة ياسين وبهية أحد أشهر حكايات التراث الصعيدي، وحرصنا أن تدور في إطار مشوق غلف بالإبداع في إطار مولد شعبي يسرد كيف استطاعت بهية بطلة قصة الحب أن تجرد الحقيقة المروية عن ياسين بطل العرض وتصنع منه حبيبا لها في خيالها.

"يابهية خبريني يابوي عن اللي قتل ياسين"، أشهر المواويل الصعيدية التي تغنت بها الربابة في مختلف الموالد الشعبية، لتحكي أن بهية زيفت التاريخ بأن ياسين القاتل الملطخ بالدماء لم يقتل أحدا ولم يقتل سوى الاستعمار ولم يسرق سوى قلب بهية.

واصل فتوح، أن التراث الشعبي غنى بمختلف الحكايات التي تعد سيناريو قابل للمعالجة المرنة في تطويره وتطويعه في قوالب فنية مختلفة يتنافس على تقديمه أهل الفن، وهو ما نتعمق بداخلها لتوثيق الحكايات الشعبية ونقلها للأجيال الجديدة.

قصة بهية وياسين تعود إلى بداية القرن العشرين عام 1905، حين ارتجف أهل الصعيد رعبًا في قنا وحتى أسوان، بسبب «أعنف وأفظع سفاح عرفته مصر في ذلك الوقت، يكسب رزقه بقتل الأبرياء، هذا ما حدث مع موال (يا بهية وخبريني)، الذي حمل في كلماته سؤالا أساسيا ظل يتردد بكثرة حول مقتل ياسين حبيب بهية، والذي تناقل الناس سيرته باعتباره بطلا يقاوم الظلم وينشر العدل وينصف الأبرياء حتى تحول لأسطورة شعبية".

“عرض البوح” من تأليف هاجر السيد، تمثيل مجموعة من المواهب الشابة، أشعار محمد عبد المحسن، تأليف موسيقي شريف ياسر، ملابس و مكياج، نهلة فتحي، ريم الصاوي، مريم روؤف، إخراج الفنان مصطفى فتوح.