«في منتصف الفراغ».. مجموعة قصصية لشيماء ياسر تفضح زيف البشر
صدرت المجموعة القصصية " في منتصف الفراغ" للقاصة شيماء ياسر، عن دار روافد للنشر والتوزيع
“ في منتصف الفراغ" تحتوي على 26 نصاً، تتخذ فيه الساردة، كلاً من المعيشي البليد واليومي المكرور، تكئة أو عتبة للولوج إلى عوالم ومسارات تناوش الوجودى وتفضح جرم الذوات الإنسانية الفقيرة نفسياً وسلوكيا.
تبدأ الكاتبة ومنذ نصها الأول والمعنون بـ" نص افتتاحى" تفتيت ركام تجارب الذوات، مع اجترار الكثير من العورات النفسية والروحية بل والسلوكية التي تحكم وتتحكم في مصائر وحيوات البشر، ولتأتي بقية النصوص أو القصص مكملة لهذه الفجائع.
ويأت دور القاصة، والتى تنجح في التعمق بالهم المجتمعي والحياتي، وكأنها تكتب عن أحداث عادية عبرت، ولتتجلى بالحدث عبر مصفاة الرؤية الحادة والجادة بخطاب فلسفي غير مؤدلج، تطمح وتأمل من خلاله في تعرية الكثير من المسكوت عنه تحت سطح العيش والمداولة اليومية، مرة بالتقطير في السرد ومرات في التقشف، وهذا مع طرح وتجلي ثمة صورا عديدة للتأويل والترميز يستخلصها القارئ عبر الاشتباك مع النصوص التى تحاكم الجميع، بداية من المجتوع الذكوري مرورا بقهر المرأة وتحجيم فعالياتها تجاه ما يعوق خطاها بل ومسيرتها، نحو التحرر والنور عبر الصمت مرة والخرس مرات مما يجعل من الحالة السردية التي تتأرجح مابين نصوص طويلة واخرى قصيرة إرتأت الكاتبة بخبث ومهارة فنية تقويها وتتجاسر بها، بل وتتجلى أيضاً جمالياً وفنياً ودلالي بمكنونها_ بالكثير من حيل الألعاب الفنية واللغوية والتى اتسمت بالدقة في تطوييع رؤى القاصة والتي تعالت بخبرتها الحياتية فلم تقع أثيرة للمظلومية، بل تحفرفي الوجداني.
بسرد يتأرجح ما بين الهمس والسكون والتجريد عبر تحويل الشخصاني ولكل من اقتربت منهم أو منهن إلى، بنية أفقية تزيد من تعرية الواقع ورأسياً، عبر الوقوف والقبض على الحكاية وهي ليست بحكاية بقدر ماهي تفتيش للأحوال وخرق كل التابوهات دون تدني يذكر يخص تلك اللوحات القصصية والتى تشتم فيها الكثير من جماليات تياريي الحداثة ومابعدها في توريط القارئ وإشراكه في الهم العام بل والإنساني، ليس بهدف التعاطف، بل بهدف الاستمتاع بما يقرأ ويشاهد محاكمته لنفسه عبر التوحد مع الأحداث، من بلورة حرفية لهذا العالم الموحش والمصر على المكوث بالقاع فيما يخص كل قوانين وحقوق العيش والتقارب والحبوالألفة والرحمة والعشق الأبدى.
قصص " في منتصف الفراغ" للقاصة الحريفة “شيماء ياسر” تضيف الكثير من جماليات البلاغة ولغة القنص والخطف بجرأة وكأنها صرخة موجهة لكل البشر.. العالم، من أجل زرع ثمة توافق أو تقارب بين البشر وبعضهم البعض.