رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجدى الطيب ومؤمن حسنى رحيل غير منتظر

جريدة الدستور

جاء خبر رحيل الناقد الفني أستاذي مجدي الطيب بالنسبة لي  صدمة، وهذا يرجع  لعلاقتي الممتدة به،  فقد جاءت بدايات ممارستي للصحافة بقسم الفن ومن بعد  أصبحت ثقافية خالصة، في ذلك الوقت عملت مع الأستاذ مجدي في صحيفة "نهضة مصر" وكان يتراس القسم الفني فيها، وجاء  أول حوار لي فيها مع الفنان فتحي عبدالوهاب، وقدمته للأستاذ مجدي الطيب، وما فعله وقتها معي يمنعني حيائي من ذكره، ففيه ما أراه الآن أكبر بكثير من قدري، لكن لا شك في كونه سببا في أن أرجع وأكمل بعد انقطاعاتي التي كانت مكررة في العمل.
تعلمت من مجدي الطيب الكثير وأهم ما تعلمته منه احترامه ومحبته للمواهب الشابة وتقديره لها إنسانيا، وتقابلنا مرات معدودة  بعدها، وذلك بعد تعرفي على المهندس والناقد الأدبي جمال الطيب، وكانت مفاجأة لي عندما سألته هو أخوك الأستاذ مجدي الطيب؟ قال آه أنا الكبير بس. ومن وقتها  أصبح الناقد المهندس جمال الطيب أخويا وصديقي  وأقرب حد لي، وحكيت له وقائع ما حدث في نهضة مصر.
قابلت الأستاذ مجدي الطيب بعد كده مرات معدودة كان من ضمنها الصورة اللي بتجمعني معه والناقد الأدبي جمال الطيب.  
الحقيقة الحديث عن مهنية مجدي الطيب في كتابته للنقد الفني والاقتراب من مشاهير الفن المصري يحتاج إلى عدد من الكتب للإشارة إلى تجربته التي يمكن وصفها بالنموذجية، والتي تشير إلى الكاتب الصحفي الذي يعرف قيمة ومعنى أن تكون صحفي .


لم يمر الوقت كثيرا من أخذ التعازي لرحيل أستاذي مجدي الطيب لتأتي فجيعتي في رحيل ابن عمي مؤمن حسني تركي، وهو في بداية العقد الثالث من عمره، ذلك العمر الذي قضاه في خدمة الناس ومحبتهم.

حكاية مؤمن مع الحياة تبدوغريبة ومثيرة ومدعية للشجن، الشاب الذي فقدته عائلته ومن قبلها قريته، ذاق اليتم مبكرا في حياته، فقد عاش ذلك طفلا لم يتجاوز عمره ٣ سنوات حينما فقد والدته، ليعيد التاريخ نفسه ويرحل هو تاركا ٣ من أولاده أكبرهم لم يتجاوز الـ٩ سنوات.
رحل مؤمن تاركا وراءه سيرة لا تنقطع وحكايات لا حصر لها عن خلقه وسلوكه الطيب بدءا من البيت والعمل وصولا للشارع.
لذا كان تشييع الآلاف من شباب القرية ومن خارجها بمثابة إحياء وبعث لمعنى وقيمة المعاملة الطيبة مع الناس.

مؤمن حسني تركي عبداللطيف بدر ابن عمي وأخي الذي تربى معنا في نفس البيت وكبرنا معا واخترت أنا طريق الكتابة واختار هو أن يكون أقرب للناس منى ومن أهلي وأهله ومن إخوتي وإخوته، اختار القرية والعمل تحت مظلة الهيئة القضائية، هو أحد أبنائها العاملين فيها، فهو كما تشير سيرة عمله رئيس القلم الجنائي بمحكمة قنا الاقتصادية.
  ليس غريبا أن أقول إنني برحيله فقدت أخي وصديقي وابني الحكيم.