البرنامج المهنى لمعرض الكتاب يناقش تجارب ناجحة فى كتب الأطفال
على مدار أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ54، التي تنتهي مساء غد الإثنين، نظم البرنامج المهني «برديات 2»، الذي أقيم على هامش فعاليات المعرض، مجموعة من الورش المختلفة للنهوض بصناعة النشر وحمايتها من الاندثار في ظل التطور الرقمي، وناقشت الورش كيفية الإعداد لخطة نشر ناجحة، وتقنيات الإدارة المالية لدر النشر، ونماذج ناجحة في النشر الرقمي، وسبل حديثة للتسويق الإلكتروني، والأطر القانونية لمعاملات دار النشر، وكيفية الحصول على حقوق الترجمة، والطباعة حسب الطلب.. حلول بديلة، وتجارب ناجحة في كتب الأطفال، والعمل الأدبي، وسوق الدراما، بمشاركة مجموعة كبيرة من المتخصصين، والمعنيين بقضية النشر في مصر والعالم.
وناقشت الورشة الثامنة.. تجارب ناجحة في كتب الأطفال
واستعرضت ورشة «تجارب ناجحة في كتب الأطفال»، كيفية الحصول على محتوى الطفل وتجهيزه والطرق المتاحة للطباعة والإنتاج وأفضل الطرق لتجهيز هذه النوعية من الكتب، وفيها أعلن الدكتور عماد الدين الأكحل توصياتها وكانت: «أطفال اليوم يتمتعون بخيال واسع لذا يتطلب كتابة كتب تراعي خصائصهم النفسية والاجتماعية ومهاراتهم التكنولوجية الحديثة، على الناشر مراعاة اختيار موضوعات كتبه الموجهة للطفل بما يتماشى مع القيم المجتمعية السائدة والضمير الإنساني لأن الطفولة مرحلة تكوين وعي، على الهيئة العامة للكتاب التعاون مع المؤسسات المختلفة لتنظيم ورش ودورات تدريبية للأطراف المختلفة المشتركة في صناعة كتب الطفل، لا بد من العمل على رفع جودة إنتاج كتب الأطفال، على الناشرين المتخصصين في كتب الأطفال مسئولية مجتمعية في إنتاج أفكار توعوية غير مباشرة تسهم في تشكيل وعي صحي لدى أطفالنا في مواجهة الأفكار الغريبة على مجتمعنا وتقاليدنا وعاداتنا ومعتقداتنا، يجب الاهتمام بالعناصر التقنية في كتب الأطفال من تحرير لغوي وتشكيل للحروف وأشكال الخط المستخدم وحجمه وبالطبع تناسب الرسوم مع المراحل العمرية وجودة الإنتاج، على مؤسسات الدولة المعنية زيادة الاهتمام بأدب الطفل ودعم المشاريع في هذا المجال».
كانت التوصيات نتاجًا لنقاش بين متخصصين في مجال النشر للطفل، ومن جانبها قالت كاتبة أدب الطفل أميمة عز الدين إن الطفل لديه إحساس دائم أن لا أحد يفهمه ولذلك قررت أن أكتب ما يقربني من عالم الأطفال، وما زلت أرى أننا بحاجة أن ندخل المناطق الشائكة التي لم يدخلها أحد بعيدًا عن الوعظ والتعليمات والتعليمات واستعراض العالم الذي يريد الطفل أن يستقل بذاته من خلاله بعيدًا عن وصاية الأب والأم.
وأضافت الرسامة سمر صلاح الدين أن كل من يعمل في مجال نشر الطفل سواء كان كاتبًا أو رسامًا لا بد أن يكون دارسًا لأصول التربية ونفسية الطفل، ويكون ملمًا بالمعايير والقيم التي يجب أن تبث في عقول الأطفال الذين يستهدفهم من كتابه، مضيفة أنها عملت على تطوير نفسها بالكثير من الدراسات والتجارب وعندما شاهدت أعمال الصلصال بالخارج تأثرت بها كثيرًا وأحبتها وقررت أن تدمجها في أعمالها الموجهة للطفل.
وأوضح الناشر عمرو مغيث أن هناك معايير لا بد أن يضعها كل من يتخذ خطوة النشر للأطفال وتلك المعايير طبقتها بيت الحكمة، من بينها الاهتمام بجودة الترجمة التي تعد أساس أي عمل مترجم فلا بد أن تقل جودتها عن 90% وتكتمل باقي النسبة بالتحرير والصياغة، مشيرًا إلى أن الفترة الأخيرة أصبح هنا محرران اثنان للكتاب وفي بعض الأحيان محرر ومدقق، فالتدقيق اللغوي لن يقتصر على المصحح اللغوي فقط.
واستطرد الكاتب والناشر محمد فتحي قائلًا: "من خلال التجربة والمعايشة فالأطفال يقرأون ولكن هناك فجوة كبيرة بين عدد من الكتاب والأطفال، فالبعض يكتب من منطلق التعامل مع الأطفال المحيطين في عائلته، ولكن لا بد من توسيع دائرة البحث وعمل عصف ذهني ووجود تواصل مباشر مع أعمار مختلفة من الأطفال لمعرفة ميولهم، بالإضافة إلى متابعة الألعاب الإلكترونية والاستفادة من استراتيجياتها في التعليم والقراءة والكتابة، مشيرًا إلى الكتب التفاعلية الموجهة للأطفال والتي تعتمد على أن يكون الطفل جزءًا من القصة بالتفاعل، إضافة إلى ضرورة دراسة السمات الشخصية وتحديد الجمهور المستهدف والتصنيف العمري.