تباين أداء الأسهم الأمريكية.. انخفاض فى الأسهم الأوروبية خلال تعاملات الأسبوع
كشفت تقارير دولية عن تباين أداء الأسهم الأمريكية على مدار الأسبوع على خلفية إعلان الشركات عن نتائج متفاوتة لأرباحها الفصلية، وميل تصريحات المتحدثين في بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو تشديد السياسة النقدية، وكذلك صدور بيانات اقتصادية متباينة.
وسيطرت على المستثمرين حالة قلق بشأن حدوث انكماش سريع في قطاعي الصناعة والتجزئة، والذي قد يشير إلى حدوث تباطؤ اقتصادي أكثر حدة من المتوقع، مما دفع المستثمرين إلى تسعير اتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو إبطاء وتيرة التشديد النقدي، والتي استفادت منه القطاعات التكنولوجية الأكثر حساسية لتغير أسعار الفائدة.
ومع ذلك، أثرت التوقعات الاقتصادية القاتمة على القطاعات الدورية الأخرى. وسجلت الأسهم بشكل عام ارتفاعًا قويًا في وقت لاحق على خلفية كل من صعود أسهم قطاع التكنولوجيا وتعليقات مسئولي الاحتياطي الفيدرالي المائلة نحو تيسير السياسة النقدية، والتي بدورها حدت من المخاوف بشأن رفع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بمعدلات كبيرة.
وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 نحو 0.66% بقيادة قطاعي الصناعة (-3.36%) والمرافق (-2.93%). وفي الوقت نفسه، حققت ثلاثة قطاعات فقط من أصل 11 قطاعًا مكاسب، بما في ذلك قطاع التكنولوجيا الذي ارتفع بنسبة 0.68%. وتمكن مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite من الارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي مسجلًا مكاسب بنسبة 0.55%. وفي يوم الجمعة، ارتفع مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite بنسبة 2.66%، مسجلًا أفضل أداء يومي له منذ شهر نوفمبر الماضي.
وجدير بالذكر، حققت أسهم شركة ألفابت Alphabet (المالكة لمحرك البحث جوجل Google) مكاسب بنسبة 5.34% في نفس اليوم، وذلك بعد أن أعلنت الشركة عن خطتها لتسريح 12000 موظف بهدف خفض التكاليف. وخسر مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones نحو 2.70%، مسجلًا أسوأ أداء أسبوعي له في ستة أسابيع. بينما ارتفعت تقلبات الأسواق طبقًا لقراءات مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 1.5 نقطة لتصل إلى 19.85 نقطة، وإن كانت لا تزال أقل من متوسطها البالغ 20.63 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه.
وأنهت الأسهم الأوروبية تداولات الأسبوع على انخفاض طفيف، حيث أكدت لاجارد على موقفها المائل نحو تشديد السياسة النقدية، والذي لم يتماشى مع آمال الأسواق السابقة بشأن تحول في وتيرة تشديد البنك المركزي الأوروبي لسياسته النقدية. وسجلت الأسهم الأوروبية مكاسب في بداية الأسبوع على خلفية كلا من البيانات الاقتصادية التي أكدت على تراجع أسعار السلع خلال شهر ديسمبر، وكذلك تسعير الأسواق لاتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو إبطاء وتيرة التشديد النقدي. وانخفض مؤشر STOXX 600 بنسبة 0.09%، بعد أن تراجع بنسبة 1.55% يوم الخميس فقط، وهو أسوأ أداء يومي له منذ أكثر من شهر وأول خسارة له في سبع جلسات.
وكان قطاعا صناعات السيارات (-1.65%) والتكنولوجيا (-1.26%) الأسوأ أداءً، في حين جاء قطاعا السفر (+3.38%) والتأمين (+1.35%) كأفضل القطاعات أداءً. كما خسرت المؤشرات الإقليمية الأخرى في المنطقة بما في ذلك مؤشر DAX الألماني (-0.35%) ومؤشر CAC الفرنسي (-0.39%) وكذلك مؤشر FTSE 250 البريطاني (-1.25%).
واتبعت أسهم الأسواق الناشئة خطى نظيراتها في الولايات المتحدة، حيث أنهى مؤشر مورجان ستانلي MSCI EM لأسهم الأسواق الناشئة تداولات الأسبوع على ارتفاع بنسبة 0.62%، ليبقى فوق مستوى الـ1000 دولار للأسبوع الثاني على التوالي.
وسجل المؤشر خسائر حادة في بداية الأسبوع، حيث تعطلت الأسواق الأمريكية يوم الإثنين بمناسبة اليوم الوطني للاحتفال بذكرى الزعيم مارتن لوثر كينج، وجاءت الخسائر على خلفية زيادة التوقعات بشأن تباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة وتوخي المستثمرين أقصى درجات الحذر قبيل قرار بنك اليابان.
وبالانتقال إلى الصين، ارتفعت معظم مؤشرات الأسهم الصينية الرئيسية بما في ذلك مؤشر شنجهاي المركب ومؤشر هانج سنج بنسبة 2.18% و1.41% بالترتيب، وترجع المكاسب إلى استمرار المستثمرين الأجانب في شراء الأسهم المحلية، وذلك بسبب تصاعد الآمال بشأن إعادة فتح الصين وتطبيقها السياسات الداعمة للنمو الاقتصادي.