لاتين مصر يحيون ذكرى القديس توما الأكويني
يحتفل اللاتين في مصر اليوم بذكرى القديس توما الاكويني وهو ولد عام 1225 من عائلة أكوينا النبيلة، درس في دير جبل كاسينو ثم في مدينة نابولي (إيطاليا).
ولتحق برهبنة الدومينيكان وأنهى دروسه على يد القديس ألبرتس الكبير في باريس ثم في كولونيا (ألمانيا)، له مؤلفات شهيرة وأساسية في الفلسفة واللاهوت، توفي في إيطاليا في 1274.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الخلق هو أساس "جميع تصاميم الله الخلاصيّة "وهو "بدء تاريخ الخلاص" الّذي بلغ ذروته في الرّب يسوع المسيح. وبعكس ذلك، فإنّ سرّ الرّب يسوع المسيح هو النّور الطّاغي على سرّ الخلق؛ إذ إنّه يكشف عن الهدف الّذي من أجله، "في البَدءِ، خلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأَرض"؛ فمنذ البدء، كان مجد الخليقة الجديدة موجودًا في منظور الله.
إن الوحي بالخلق لا ينفصل عن الوحي بعهد الله الواحد مع شعبه وعن تحقيق ذلك العهد. لقد أوحِيَ بالخلق ليكون الخطوة الأولى نحو هذا العهد والشّهادة الأولى الشّاملة لمحبّة الله الكلّيّة القدرة.
"في البَدءِ خلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأَرض"... "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله... بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمَّا كان"، إن العهد الجديد يكشف عن أنّ الله قد خلق كلّ شيء بواسطة الكلمة الأزليّ، ابنه الحبيب، " ففيه خُلِقَ كُلُّ شيَء مِمَّا في السَّمَواتِ ومِمَّا في الأَرْض... كُلُّ شيَءٍ خُلِقَ بِه ولَه، هو قَبْلَ كُلِّ شيَء وبِه قِوامُ كُلِّ شيَء"، ويؤكّد إيمان الكنيسة عمل الرّوح القدس ودوره في الخلق: فهو "واهب الحياة" و"الرّوح الخالق" و"مصدر كلّ خير".
إن دور الابن والرّوح القدس في عمل الخلق الّذي أشير إليه في العهد القديم وكُشِف عنه في العهد الجديد وهو دورٌ لا ينفصل عن دور الآب قد تمّ تأكيده من خلال قاعدة إيمان الكنيسة: "لا يوجد إلاّ إله واحد... وهو الآب، وهو الله وهو الخالق وهو الصّانع والمنظّم، لقد صنع كلّ شيء بنفسه أي بكلمته وحكمته، بالابن والرّوح القدس الّذَين هما بمثابة يديه. إن الخلق هو عمل الثّالوث الأقدس المشترك.