دكتور أحمد الحناوى: أتمنى رؤية التراث الموسيقى دراميًا على المسرح
قال الدكتور أحمد الحناوي: "أتمني أن أرى التراث الموسيقي دراميًا على المسرح". وذلك خلال مناقشة كتاب "وثائق ومدونات لجنة جمع تراث رواد المسرح الغنائي"، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسين.
وأكد أن فكرة الكتاب بدأت عند حصول لجنة جمع تراث رواد المسرح الغنائي على كنز ثقافي، عندما عثرت "هبة مصطفى" على أضابير أوراق قديمة في إحدى غرف المجلس الأعلى للثقافة، تحوي أوراقًا قديمة تضم نوتات موسيقية وأوراقًا قديمة ترجع إلى خمسينيات القرن الماضي. وهنا كان الفضل للدكتور سعيد المصري وقت توليه رئاسة المجلس.
وتابع "الحناوي": عند فحص هذه الأوراق والتسجيلات التي تعود لأكثر من 70 سنة، وكأنه قدس الأقداس أو اكتشاف مدينة مصرية قديمة، ومع فرز هذه المحتويات توصلنا لنتيجة ألا وهي أن تاريخ التراث المصري يرجع لأكثر من 150 سنة مضت.
ــ مسرحيات موسيقية مفقودة
وتابع الدكتور أحمد الحفناوي: ضمن الأوراق والمدونات التي عثرنا عليها في اللجنة، ألحان وتسجيلات لموسيقى مسرحيات نجيب الريحاني وبديع خيري، لم يعد في أيدينا إلا القليل منها، وحتى التسجيلات التي وجدناها لم نجد أجهزة التشغيل التي تشغلها، فاستعنا بدار الأوبرا لنقل هذه التسجيلات على أجهزة الكمبيوتر.
واستطرد: ومن التسجيلات اكتشفنا أشياء لم تخطر على البال، من بينها مثلًا تشابه أو تطابق ألحان أكثر من مسرحية وحتى مع مسرحيات سيد درويش، وبالاستنباط كنا نستنتج أن هذه الألحان أصلها من الموسيقات الشامية، المرتبطة بظهور المسرح المصري علي يد الشوام الذين جاءوا إلى مصر.
ــ حالة من الزخم المسرحي الموسيقي
ولفت الدكتور أحمد الحفناوي إلى وجود زخم كبير من الإنتاج المسرحي، والكتاب توثيق للموسيقيين، وخاصة موضوع بدايات المسرح، وهناك العديد من مسرحيات نجيب الريحاني وبديع خيري، لكننا فقدنا الكثير منها، خاصة موسيقاها، ومتنها الروائي.
وتابع: "في هذه المسرحيات كانت تقدم الأغنيات بين فواصلها، ومعظم مسرحيات نجيب الريحاني فقدناهم ولم تعد له وثائق إلا من خلال الأفلام السينمائية. آمل أن يعاد إحياء هذا التراث وتقديمه إلى الناس على مسارح الأوبرا أو أي مسرح.
واختتم "الحفناوي" مؤكدًا على أن كتاب "وثائق ومدونات لجنة جمع تراث رواد المسرح الغنائي": مكسب كبير فما يحويه من مدونات كانت وثائق عثرنا عليها مصادفة، لكنها توثق لتاريخ المسرح المصري، والتراث الموسيقي المصري، جمعته لجنة حفظ وتوثيق التراث اللامادي بالأدوات المتاحة لها.
ويعد الكتاب مرجعًا هامًا للباحثين في الألحان المصرية القديمة، ويحوي عصارة وجدان الفنان المصري ذي التوجه المصري، فكما نعرف أن الموسيقى تأثرت بالموسيقى التركية إلى أن مصرت على يد سيد درويش وكامل الخلعي وسلامة حجازي وداود حسني، وكانت مبارزة بينهم، وكان الفضل لهم في وضع لبنات الثقافة الموسيقية المصرية، وأتمنى أن أري هذا المجهود علي المسرح، فليس لدينا من هذا التراث إلا "العشرة الطيبة" ومسرحية "شهرزاد" وهي في الإذاعة، إلا أن هناك الكثير من التراث الموسيقي المسرحي الذي اكتشفناه نرجو أن يراه الناس.