بعد اعتصام نواب لبنان في البرلمان.. ما سيناريوهات إنجاز اختيار "الرئيس"؟
قال المحلل السياسي اللبناني محمد الرز، إن عشية الجلسة النيابية اللبنانية رقم 11 لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس الماضي، اتفق النائبان ملحم خلف ونجاة عون على الاعتصام داخل مجلس النواب حتى يتم انتخاب الرئيس تطبيقًا لمواد الدستور اللبناني التي تنص على أنه حال شغور منصب رئيس الجمهورية، يتحول مجلس النواب إلى هيئة ناخبة ويتوقف عن أي عمل آخر.
وأضاف “الرز” في تصريحات لـ"الدستور": "وكان واضحًا أن قرار الاعتصام لم ينسق فيه النائبان خلف وعون مع باقي الكتل النيابية المعارضة التي تدعو لتنفيذ الدستور في هذا الخصوص، وتحديدا مع كتلة نواب القوات اللبنانية وحزب الكتائب والنواب السنة وغيرهم، ومع أن هؤلاء تضامنوا مع النائبين المعتصمين إلا انهم لم يشاركوا معهما واكتفوا بزيارات نهارية إلى البرلمان للتباحث في تطوير وتوسيع الاعتصام، ونفس الشيء قام به نواب التغيير زملاء خلف وعون" .
سيناريوهات انتخاب رئيس لبنان
وأشار الرز إلى أن هناك سيناريوهان متوقعان الآن حول انتخاب الرئيس اللبناني أولهما أن يستطيع الثنائي الشيعي إقناع حليفه "اللدود" جبران باسيل بانتخاب سليمان فرنجية، على أن يعقد اللقاء معه الإثنين، وذلك لتأمين الغطاء المسيحي لفرنجية، مؤكداً إنه في حال عدم حدوث ذلك سوف يسعى الثنائي الشيعي لتأمين 65 صوتًا من أغلبية إسلامية ودرزية وارثوذكسية وارمنية لهذا الغرض.
تابع: "أما السيناريو الثاني فيتمثل في صفقة بين الكتل المسيحية ومعها عدد من النواب المستقلين والتغييريين ونواب سنة (أشرف ريفي وفؤاد مخزومي) لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، بعد أن تتحول إليه الأصوات المؤيدة للمرشح ميشال معوض، خاصة وأن قائد الجيش يحظى بقبول عربي ودولي ولا توجد ممانعة ضده من الثنائي الشيعي عكس الحال مع معوض".
أردف: "وتشير معظم التوقعات إلى أنه في حال لم يوافق جبران باسيل على انتخاب فرنجية وبقي متمسكًا بموقفه فإن عملية الانتخاب ستتم بمعزل عنه، لأن التحالف بينه وبين الثنائي ينفرط عقده (وتحديدًا مع حزب الله)، مما سيقرب من إمكانيات التفاهم مع الآخرين والمؤشر على ذلك أصبح واضحا باللقاءات التي عقدت بين الثنائي الشيعي، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط (10نواب )"، معتبراً أنه وهناك اعتقاد يتبلور الآن وخلاصته أن بدء تنفيذ اي من السيناريوهين السابق ذكرهما سينطلق من توسيع اعتصام النواب في البرلمان وتحويله إلى جلسات حوارية تؤدي إلى انتخاب الرئيس دون أن يتحدد أي موعد حتى الآن.
أضاف: "وأن كان معظم الفرقاء يستشعرون خطر استمرار الفراغ الرئاسي إلى ما بعد الأشهر الثلاثة المقبلة".
اعتصام النواب اللبنانيين
وكان أكد النواب “التغييريون” في البرلمان اللبناني أنهم لن يتراجعوا عن قرار الاعتصام والوجود داخل مبنى البرلمان ليلاً ونهاراً، حتى إنجاز عملية انتخاب رئيس للبلاد، مع اقتراب الشغور الرئاسي من إنهاء شهره الثالث.
وبات النائبان نجاة صليبا وملحم خلف ليل الخميس-الجمعة داخل القاعة العامة للمجلس التي لم يغادراها منذ رفع رئيس البرلمان نبيه بري جلسة الانتخاب الحادية عشرة التي فشلت بانتخاب رئيس. ويضغط النائبان وقسم من زملائهما في المعارضة من خلال هذه الخطوة على بري لفتح دورات متتالية من دون انقطاع وعلى “حزب الله” وحلفائه لتأمين النصاب القانوني (86 نائباً) لانتخاب رئيس.