رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العمل الأهلى فى مصر «2»

تجربة قاسية عاشتها مصر في أكتوبر عام 1994 بعد وقوع كارثة السيول التي أغرقت عدد كبير من قري الصعيد – ولنا فيها تجربة شخصية سنكتبها في وقت لاحق – وقد أصابت الكارثة معظم القرى التي تقع أسفل الهضبتين الشرقية والغربية التى تحيط بالوادى الضيق بطول محافظات الصعيد ، تلك التجربة التي أثبتت فشل أجهزة الدولة - وقتها – وفشل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في مساعدة الأهالي المنكوبين ، مما أتاح الفرصة لجماعة الشرالإخوانية  للإلتحام بالجماهير وتقديم المساعدات التى جمعوا أموالها من الشعب المصري ، مستغلين توهه الجمعيات الأهلية – وقتها – ووضعف وفساد الإدارات المحلية ، ولولا مجهودات ضخمة قامت بها القوات المسلحة والشرطه لإنقاذ أهالينا في الصعيد لكانت الكارثة تفاقمت وتضاعف عدد الضحايا .
وقتها كانت تسيطرت الجمعيات الشرعية على حركة التبرعات وأغلب تلك الجمعيات كان تحت سيطرة جماعة الإخوان إلى جانب الجمعيات التي تديرها الجماعة بنفسها وعددها بالألاف ، وهى التى توجه التبرعات وفقا لأجنداتها وأولوياتها  .
العودة لتلك الذكريات فرض نفسة وأنا أتابع مؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وضح لى خلال هذا المؤتمر الفرق بين ما كان وما أصبح في مجال العمل الاهلي بعد دعوة الرئيس لهذا التحالف وما وصل إلية من قوة تنعكس على حجم الخدمات التى تقدم للمواطنين  
وهنا نتوقف عند تجربة التحالف الوطنى للعمل الاهلي الذي دعا اليه سيادة الرئيس وتم تشكيله في مارس من العام الماضي وأنتج حتى الأن عن جمع ما يقارب من 12 مليار جنية تم توجيهها بشكل عادل ومدروس بعدما كان يتم العمل بطريقة عشوائية وبدون أى تنسيق بين الجمعيات التي كانت تعمل بخطط منفرده مما يجعل عمل تلك الجمعيات تنافسيا ، رغم أنه وبحكم  نوعيته الخدمية  ، يجب ان يكون تكامليا . وبهذا إستطاع التحالف خلال  10أشهر فقط 
تقديم خدمات طبية لـ 5 مليون مواطن ب 4.9 مليار جنية ووفروا وجبات لـ 25 مليون مواطن ودعموا 100 الف مزارع ، لزراعة 150 الف فدان ، ودفعوا 110 مليون جنية لدعم المستشفيات وخدمات علاجية ، الى جانب توفير 25 مليون وجبة من بنك الطعام و  400 الف أسرة تحصل علي دعم نقدي شهري ،  ويعمل معهم 331. 251  متطوع  منهم 76 الف متطوع دائم و  14الف قيادة 
زاد من قوة التحالف الوطني هو العمل من خلال ميثاق مشترك وإنشاء قاعدة بيانات ترتكز عليها كافة المبادرات التنموية ، بما يضمن وصول الخير لمستحقيه وبأفضل طريقة ممكنة ، ويضم التحالف في عضويته 24 جمعية هم الأبرز والأقوى والأكثر ثقة لدى عموم الجمهور وهم الإتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية ومؤسسة حياة كريمة وبيت الزكاة والصدقات المصري و مؤسسة الجود الخيرية و جمعية الأورمان وبنك الطعام المصري و مؤسسة مصر الخير. و مجدي يعقوب و المعهد القومي للأورام بكل فروعه و الهيئة القبطية الإنجيلية  وبهية أهل مصر وصناع الحياة و راعي مصر. و جمعية رسالة و جمعية الباقيات الصالحات وجمعية رعاية مرضى الكبد و مستشفيات جامعة القاهرة، ومؤسسة العربي لتنمية المجتمع و جمعية الدكتور مصطفى محمود و مؤسسة صناع الخير ومؤسسة كير و مؤسسة عدالة ومساندة و مؤسسة أبو العينين.
وأعتقد بتحالف تلك الجمعيات التى يقف ورائها أسماء كبيرة و خبرات واسعة في مجال العمل الأهلي وبدعم الرئيس سوف نشهد تطورا نوعيا في المجال الخدمى للمجتمع المدني المصري ، وبما لا يسمح مجددا لجماعت الشر باستغلال العمل الخيري وأموال التبرعات للتواجد بين البسطاء ونشر سمومهم من جديد.