بعد إثارته الجدل.. ماذا كتب مصطفى الفقي عن توفيق الحكيم في مؤلفاته؟
رغم حالة الجدل التي أثارها الكاتب السياسي مصطفى الفقي بعد أن صرّح في أحد البرامج التلفزيونية أن توفيق الحكيم كان أحق من نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب، وأن اللجنة المانحة في الأكاديمية السويدية لم تمنحه الجائزة لكتاباته في الإسلاميات، فإنها ليست المرة الأولى التي يُعبر فيها الفقي عن هذا الرأي.
في كتابه "شخصيات على الطريق"، الذي نشرته "الدار المصرية اللبنانية" في العام 2016، تحدّث الفقي عن عدد كبير من الشخصيات والذي ضم فصولًا بعناوين: نساء شهيرات، في محراب الجامعة، خارج الحدود، وفي سماء الإبداع، وهذا الأخير هو ما تحدث فيه الفقي عن توفيق الحكيم.
"الحكيم" في "شخصيات على الطريق"
قال الفقي في كتابه: "لا أظن أنه كان من الممكن أن تأتي جائزة نوبل لنجيب محفوظ متخطية توفيق الحكيم قبل وفاته، لذلك سعت الجائزة إلى الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ بعد عام واحد من رحيل العظيم توفيق الحكيم".
وأضاف: "إنه (الحكيم) ذلك الرجل الذي يمثل الإبداع الحقيقي في الأدب العربي الحديث، وأنا شخصيًا قضيت سنوات الطفولة، متنقلًا بين "عصفور من الشرق" و"يوميات نائب في الأرياف" و"أهل الكهف" و"شهرزاد" وصولًا إلى "نهر الجنون" وفلسفته العميقة حول "التعادلية" وغوصه في أعماق "السلطان الحائر".. إنه توفيق الحكيم الذي انتشرت نوادره الذكية، وذاعت القصص التي تتحدث عن روحه الساخرة وشروده وبخله وموقفه من المرأة".
وأشار الفقي، إلى ما سماه كتابات الحكيم في الإسلاميات بقوله: "أظن أن توفيق الحكيم ظاهرة خاصة في كل ما قال وما كتب، حتى عندما تعرض للسيرة النبوية في كتابه عن محمد فإنه كان مختلفًا عن طه حسين في كتابه "على هامش السيرة" أو محمد حسين هيكل في كتابه "حياة محمد" أو العقاد في "العبقريات"، فلقد كان توفيق الحكيم سبيكة رائعة من الأديب والفيلسوف، من الروائي والفنان، يحوز ثقافة العرب والمسلمين، ويحوز أيضًا ثقافة الغرب والمسيحيين".
رأى الفقي في كتابه، أن توفيق الحكيم لم تكن له عذوبة طه حسين ولا عمق العقاد ولكنه تميز عنهما بروح فلسفية، تجمع ما بين التذوق الفني والسخرية الإنسانية والوعي بالتاريخ والإحساس بالأديان.
واستدرك الفقي في كتابه قائلًا: "لكنه كان جزءًا من حركة التغريب، حتى أنه في كتابه المشهورة "عودة الروح" تحدث عن المصريين كقومية راقية تدهورت بسبب احتكاكهم بقوميات أخرى مثل الترك والعرب وغيرهما".
ولفت أيضًا إلى أن توفيق الحكيم كان جزءًا من نزعة بحر متوسطية كان من روادها أحمد لطفي السيد وطه حسين وسلامة موسى، فلم يكن عروبي الاتجاه وإن كانت ظروف العصر الناصري قد فرضت عليه بعض المواءمات.
ماذا قال نجيب محفوظ؟
في كتابه "الرواية رحلة الزمان والمكان"، المنشور في العام 2021، أعاد الفقي نشر معظم مقاله السابق عن توفيق الحكيم ضمن مجموعة أخرى من المقالات التي كانت أقرب إلى السيرة الذاتية للكاتب في اشتباكه وتعاطيه مع أحداث عصره.
فضلًا عن الكتابين، كان مصطفى الفقي قد تحدث في الموضوع ذاته في حوار له مع جريدة "الأهرام" في العام الماضي قال فيه إن توفيق الحكيم كاتبه المفضل وأنه سبق وكتب مقالًا عن جائزة نوبل أشار فيه إلى أن الحكيم كان الأحق بالجائزة وأنها لم تمنح إلا فى السنة التالية لرحيله، فأرسل له نجيب محفوظ برقية قال فيها: "أنت منصف ومقالك عادل".