الأزهرى: الإنسان غير المتدين يترقب لحظة تعطيل القانون ليعود لمنتهى البربرية
أجاب الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، عن سؤال هل النجاح والتفوق مرتبطان بالتدين والإيمان؟
وقال الأزهرى، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد الدريني، في برنامج "الحق المبين" المذاع عبر فضائية "dmc"، إن قضية الألوهية لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجمع يعمل أو لا يعمل، مشيرًا إلى أن الشيخ متولي الشعراوي كان يقول الكون كونين، كون ينفعل بك، وكون ينفعل لك، والكون الذي ينفعل لك هو الشمس والقمر والموارد الطبيعية لا تتوقف على سعي أو كسب.
وأضاف: "أما الكون الذي ينفعل بك لا بد أن يتخذ فيه الأسباب، والمعيار الأول والأخير فيه للمجهود، من يبذل مجهودًا ويستطيع إحكام البنية الاقتصادية والسياسية سينجح، مهما كان التدين، لكن هناك فرقًا بين طريقة بناء حياة آمنة، فقد توجد مجتمعات عندها رخاء اقتصادي ووفرة ومعدل عالٍ من الرضا عن الحياة، وبين نظرة الدين التي تصنع من الإنسان العاجز إنسانًا ناجحًا، وتريد أن تصنع من الإنسان الناجح إنسانًا موصولًا بالآخرة، وتصنع من الناجح إنسانًا يستطيع إدارة الأمور على نحو إنساني صادق".
اقرأ أيضًا: «الأزهرى» يكشف قصة «عبدالقادر» صديق الملكة إليزابيث وإنشاء أول مركز إسلامى فى بريطانيا
وأردف: "الفرق أنه في لحظة ما من الأزمات تجعل الناس ينقضون على بعضهم، لو رفع عنهم القانون سيعود الإنسان إلى عقليته البدائية الشرسة التي يبرز فيها كل معاني السطو والعنف، وهنا يظهر احتياج حقيقي لبنية أخلاقية وتزكية، وعلاقة بالله، لأن استقرار الحياة محكوم ببنية القانون، إذا حصل خلل أو انقطاع للكهرباء، ستجد معدلًا مروعًا يكشف عن أن الإنسان يحتفظ بنفسية منتهى الشراسة والعنف، تترقب لحظة تعطيل القانون لتعود لمنتهى البربرية، والدين يقول للإنسان الغرض تنجح وتبني حضارة، وتستقر اقتصاديًا، تبني بنية أخلاقية وتحول هذا لمسار إنساني ورحماني وكوني، ليس المنوط به تحقيق وفرة اقتصادية فقط".