خطيب الجامع الأزهر: العلماء للأمة فى الأرض كالنجوم فى السماء يأخذونهم من مهاوى الضلالة
ألقى الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، خطبة الجمعة اليوم، والتي دار موضوعها حول "فضل العلم والعلماء".
وأكد الدكتور إبراهيم الهدهد، في خطبة الجمعة، أن للعلم وطلبه فضلا عظيما عند الله، فالحق- سبحانه وتعالى- لم يأمر نبيه ﷺ بالاستزادة من شىء أكثر من العلم، حيث قال" وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"، مؤكدا أن الإنسان مهما زاد علمه فلن يبلغ إلا القليل، قال - تعالى" وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا".
وتابع عضو مجمع البحوث الإسلامية قائلا: ومع هذا فالله- سبحانه وتعالى- رفع شأن العلماء "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "فهم أشد خلق الله خشيةً منه" إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ".
وأوضح أن رفعة الله للعلماء من خلقه كانت مثار أحقاد وأحساد وتطاول ذوي الجهل ومدعي العلم على مدار الأزمان، فلا نتعجب هذه الأيام من هجوم بعض الجهلة على العلماء الربانيين، ومنهم إمام الدعاة "فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي" رحمه الله، موضحا أن الله -سبحانه وتعالى؛ ونبيه المصطفى ﷺ لم يذكر أقواما بالفضل في القرآن الكريم والسنة المطهرة، كما ذكر أهل العلم، فقال ﷺ "إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا إنما وَرَّثوا علمًا" ولأنهم ورثة الأنبياء كان لزاما أن ينالوا ما نال الأنبياء من الأذى، والتعرض لحملات من التشويه، ولكن الله في علاه حفظهم ورفع منزلتهم ودرجاتهم وكان حسبهم.
وأكد “الهدهد” أن من يهاجم العلماء إنما هو مجرد دورة في ترسٍ يطحنه ويطحن التاريخ أمثاله، فلا يفوز بشىء غير صب اللعنات من المسلمين ولا يكسب غير غضب الحق- جل وعلا؛ فلا يقلون عمن قتل الأنبياء والمرسلين، فهم لم يكونوا يوما شيئا مذكورا.
وشدد خطيب الجامع الأزهر، أن العلماء للأمة في الأرض، كالنجوم في السماء يأخذون بأيديهم من مهاوي الضلالة إلى مرافئ الرشاد والهدى، فتبقى الأمة مستقيمة متعلقة بربها دائما، لأن العلماء يعملون عمل الأنبياء، فكلاهما يدلون العباد على الله ويرشدونه إليه، مؤكدا أن الهجوم على العلماء ليس حديثا، فهذا شأن عام في تاريخ البشرية جميعا، فكلما رأى أهل الحقد والضلالة هاديا يهدي إلى طريق الحق، استشرت الأحقاد في نفوسهم وأخذوا يطلقون الأكاذيب ويدّعون عليهم، ظنا منهم أن الله بغافل عما يعمل الظالمون ولكن الله- سبحانه وتعالى- توعدهم بالعذاب الشديد، فضلًا عن سخط الناس عليهم.