كتاب ونقاد ينصحون بضرورة تفعيل الفعاليات الخاصة بمؤتمر «أدباء مصر» بمشاركة الشارع
اختتم مؤتمر أدباء مصر دورته الـ35 فعالياته الثقافية والذي جاء تحت رعاية وزير الثقافة نيفين الكيلاني، واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، والفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وبرئاسة الكاتب الكبير محمد سلماوي، وأمانة الدكتور حمدي سليمان، وتحت عنوان "الفعل الثقافي ومشكلة المعنى" عن مستقبل مؤتمر أدباء مصر ودوره الفاعل في المشهد الثقافي المصري التقت “الدستور” عدد من كُتاب مصر لرصد انطباعاتهم ورؤيتهم عن مستقبل المؤتمر
عادل ضرغام: ضروة هيكلة لنظام اختيارات المشاركين من أندية الأدب
وقال الناقد والأكاديمي الدكتور عادل ضرغام: “أعتقد أن مؤتمر أدباء مص هذا العام في بداية لتغيير نحو الأفضل، وجهود القائمين عليه في هذا العام جهود رائعة تدفع المؤتمر نحو التطوير بداية من رئيس الهيئة هشام عطوة والشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية، والأمانة العامة للمؤتمر متمثله في أمينها الدكتور حمدي سليمان”.
ولفت ضرغام ولكن بالرغم من هذه الجهود يتبقي البحث عن تفعيل الفعاليات الخاصة بالمؤتمر من خلال مشاركة أهل المحافظة ولاسيما فئة الشباب، ويتبقى أيضًا أن يكون هناك هيكلة لنظام أختيارات المشاركين من أندية الأدب حتى لايتحول لأمر إلى حتمية الحضور دون فعالية، فهيكلة هذا الأمر يؤدي إلى تقليض الحضور غير الفاعل.
محمد هندي: ضرورة فتح النقاش حول تحولات الواقع المعاصر في علاقتنا بالتكنولوجيا
وصرح الناقد والأكاديمي الدكتور محمد محمود حسين هندي: "سعدت بالمشاركة في هذه الدورة الفاعلة من مؤتمر أدباء مصر، خصوصًا وأنها أتاحت لي فرصة تبادل المعرفة مع مجموعة كبيرة من المبدعين والنقاد مختلفي الاتجاهات والاهتمامات الفكرية والفنية،هذا على المستوى الذاتي.
ولفت إلى أن "أما فيما يتعلق بالإطار الثقافي العام للمؤتمر، فما نوقش في جلساته العلمية وموائده المستديرة خصوصا تلك التي سنحت لي فرصة حضورها مشاركا بالكلمة تارة ومستمعًا تارة أخرى؛ يؤكد أهمية هذه الدورة، لأنها أنصبت تحديدًا على رصد تجليات موضوع حيوي، وهو الواقع الثقافي ومشكلة المعنى، وحيوية هذا الموضوع تستمد من تحولاته من فترة زمنية إلى أخرى، الأمر الذي من شأنه العمل على تحريك الماء الراكد في العقلية التي تشتبك مع مثل هذه الموضوعات ذات الثراء المعرفي المتشعب.
وأشار هندي إلى أن "كان شيئاً فاعلًا أن نجد حديثًا مطولًا يتعلق بتحولات المثقف بأنواعه المختلفة، ليس هذا فقط، بل إن هناك حديثا أيضًا عن تحولات الواقع المعاصر في علاقته بالتكنولوجيا الرقمية، وما فرضته من متغيرات حياتية في جميع المجالات، وهو ما أتبعه بالضرورة تعددية في المعنى المقدم، الذي راح يتأرجح بين فضاءين ثقافيين: واقعي ذي أبعاد اجتماعية، وافتراضي ذي أبعاد رقمية، وكلاهما لا ينفصل عن الآخر، لأن الذي يعيشهما هو كائن واحد وإن تغيرت هويته نتيجة الاتصال بعالم التكنولوجيا.
وختم هندي: “كل هذه الموضوعات وغيرها الكثير تجعل من هذه الدورة دورة مهمة في وقتنا الراهن، الذي أصبح التحول إحدى المفردات الرئيسة في قاموسه الاجتماعي والثقافي”.
شوق النكلاوي: ضروروة التخلص من المركزية والانفتاح على كافة المحافظات النائية
من جانبها قالت الناقدة والأكاديمية الدكتور شوق النكلاوي: “يعد مؤتمر أدباء مصر بمثابة التظاهرة الأهم فيما يخص الحركة الأدبية في مصر بعد توقف دام عامين نظرًا للظروف التي أحدثتها جائحة كورونا، وتحمل الدورة اسم الناقد والمفكر الكبير الراحل الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق الذي يعد اختياره من وجهة نظري اختيارًا رائعًا نظرًا للدور الرائد الذي قام به في خدمة الثقافة وتنمية الذائقة الجمالية للمثقفين المصريين في مزيج بديع بين الفن والإبداع ومن ثم فإن الاحتفاء به في تلك الدورة هو احتفاء بالفن والوعي الحقيقيين المستندين إلى أسس علمية وفنية معًا”.
ولفتت النكلاوي إلى أن: "قد تزامن ذلك مع اختيار محافظة الوادي الجديد كعاصمة للثقافة المصرية لعام 2022 في بادرة تلقي بظلالها الواضحة حول التوجه نحو التخلص من المركزية والانفتاح على كافة المحافظات النائية وتسليط الضوء عليها وإظهار مدى الثراء والتنوع الثقافي والتراثي والفني في تلك المحافظة الفريدة من خلال الفعاليات المهمة والأنشطة المتعددة لوزارة الثقافة وهو ما يعد توجها حميدا نحو خلق حالة من الحراك الثقافي في تلك المحافظات الحدودية بعيدًا عن مركزية العاصمة الأمر الذي يفتح الباب واسعًا نحو إبراز دور القوى الناعمة في تلك الأماكن النائية وما يمكن أن يلعبه الأدب والفن والإبداع بشكل عام من دور بالغ الأهمية في التعريف بالمسكوت عنه من مظاهر التراث المادي واللامادي بالوادي الجديد.
ولفتت إلى أن: "شهد المؤتمر مجموعة من الفعاليات ذات المحاور المتنوعة منها المحور البحثي الذي يضم عددا من الجلسات البحثية تتضمن المحاور التي يدور حولها المؤتمر فضلًا عن ندرة الاستثمار الثقافي في الوادي الجديد وكيف يمكن أن يسهم اختيارها كعاصمة للثقافة المصرية 2022 في التعريف بها ثقافيًا وفنيًا وفي توجيه الاهتمام نحوها ومن وفي التوزيع العادل للأنشطة الثقافية والعمل على الاستثمار ثقافيًا في بقاع مصر كافة وتنمية الوعي الثقافي في المحافظة ومن ثم التصدي لكل أشكال الإرهاب الفكري عبر الثقافة بوصفها القوى الناعمة القادرة على مواجهة ما يتعرض له الوطن من تحديات.
وختمت النكلاوي: "جاءت الدورة المنقضية لمؤتمر أدباء مصر لتحمل عدة جوانب إيجابية لعل من أهمها عودة المؤتمر بعد توقف إجباري بسبب جائحة "كوفيد 19" وأيضًا فضيلة اختيار محافظة الوادي الجديد التي تمثل اكتشاف حقيقي لمعظم من شاركوا وأنا منهم بكل ما يحمله ذلك الإقليم – النائي – جغرافيا من مكونات مبهرة وملهمة وبشر تشع من عيونهم الطيبة والنقاء مثل طبيعة واحتهم كما تمتلك تلك المحافظة تراثاً فنيًا وأدبيا أتمنى أن تنجح الجهود المخلصة سواء من أبنائه أو من المؤسسة الرسمية في حفظه وتوثيقه.
محمود دوير: ضرورة إعادة النظر في لائحة أندية الأدب وهيكلة المشاركة
من جانبه قال الكاتب الصحفي محمود دوير "حملت الدورة اسم الراحل الكبير والمثقف العظيم دكتور شاكر عبد الحميد كما أحيى تكريم أمانة المؤتمر لعدد كبير من الرموز الإبداعية والثقافية التي رحلت فيما بين دورتي المؤتمر تلك الخطوة التي نتمنى أن تستمر وتتواصل.
ولفت إلى أن "رغم الجهد المبذول من جانب القائمين على دورة المؤتمر سواء أعضاء أمانته أو المؤسسة الرسمية المتمثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة إلا أن خللًا لابد من تتداركه إذا كنا نريد الحفاظ على ذلك المؤتمر العريق وتطويره وضخ روح جديدة فيه تتمكن من تحويله إلى قاطرة تساهم في قيادة الحياة الثقافية المصرية والخروج منه من نفق تحوله لرحلة سنوية وتجمع لعدد من أدباء مصر في المحافظات، ولعل هذا الخلل كان جليا في غياب معظم أعضاء أندية الأدب عن الفعاليات الفكرية والبحثية والاكتفاء بالمشاركة في الأمسيات الشعرية والسردية.
وأشار “دوير” إلى أن "كنت أحد الذين اقترحوا توصية تتعلق بضرورة إعادة النظر في لائحة أندية الأدب وهيكلة المشاركة في أعمال المؤتمر وأتمنى أن يتحقق ذلك قبل انعقاد الدورة القادمة حتى يمكن تحقيق اهداف مؤتمر أدباء مصر من حيث الفعاليات والمخرجات بعيدا عن أي حسابات – انتخابية أو إدارية – ضيقة قد تساهم في أن يتحول المؤتمر إلى حدث شكلي لا يحقق الغرض منه وهو من وجهة نظري خلق حالة تواصل فكرى وإبداعي وصناعة تماسك في الوعي الجمعي لأدباء مصر وكذلك تبني قضايا مشتركة حول واقع الحياة الثقافية المصرية.
وأكد دوير على إعادة النظر والحرص على مزيد من مشاركة شباب المبدعين والمبدعات وتنوع المدارس الفكرية والفنية والدفع بمزيد من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي من محافظات مصر المختلفة.
ومن جانبه أشار الشاعر أسامة بدر إلى أن "يعتبر مؤتمر أدباء مصر المقام في محافظة الوادي الجديد مؤتمرا ناجحا بكل المقاييس حيث تمت جميع الفعاليات المجدولة في برنامجه في مواعيدها المحددة من ندوات وأمسيات كما تميزت المحافظة وتميز أدباء المحافظة بكرم الضيافة وحسن الاستقبال وتم تزليل كافة الصعوبات والمعوقات مما وفر مناخًا طيبًا للأدباء، كما تميز المؤتمر باختياره للأبحاث والباحثين المتميزين مما جعل المؤتمر إضافة مهمة في الثقافة في هذا العام.
وختم بدر: “بقى أن أوصي نفسي وأصدقائي من المبدعين بجدية المتابعة خلال هذه الفعاليات سواء بالحضور أو المناقشة رغم ما تحدثه الندوات التى تقام بالتزامن في نفس الوقت من خيرة في الاختيار”.
ومن جهته أشار الناقد والأكاديمي الدكتور محمود فراج الشريف: "للمرة الثانية أوجه وجهي صوب هذه المحافظة الفتية التي تحتاج لمزيد من الدأب والعمل المضني لتحقيق خطة مصر للتنمية الشاملة 2030م
وأشار الشريف إلى أن "لا أستطيع أنكر أبدًا التغيير الذي طرأ على وجه المحافظة بداية من الخارجة مرورا بباريس والداخلة وبلاط والفرافرة، ومازال العمل مستمرًا.
وعن سؤال لماذا مؤتمر أدباء مصر وبنيته العنوانية "الفعل الثقافي ومشكلة المعنى"، دورة الناقد والمفكر الكبير الراحل الدكتور شاكر عبد الحميد" أجاب: “في رأيي المحافظات الحدودية تحتاج لتنمية لأيدولجياتها الثقافية لأنها عانت من التهميش والذي أفرز بدوره أفكارًا هدامة ترجعنا للوراء أميالًَا”.
تابع الشريف: “مما أسعدني التفاعل الشعبي من أهلنا بالوادي الجديد ووعيهم الثقافي وأنّ هذا المؤتمر بمنزلة تنظيم كأس عالم ثقافي، وهذا الفكر الأيدولوجي ينبني على أطرٍ مفادها أنّ هذه المحافظات الحدودية متعطشة للاندماج وإحساسهم الذي لا ينفك أن يشعر بالوحدة”.
“هذا الحراك الثقافي في المحافظات الحدودية يعد أم رأس وذروة سنام التنمية الثقافية المنوط بها تسليط الضوء على التراث الواحاتي والتعريف به ونشره ووضعه على خارطة التنمية الثقافية الشاملة”.
ولفت الشريف إلى أن "من وجهة نظري بالنسبة للمؤتمر فهو جيد إلى حد كبير ولكن هناك بعض القصور أتمنى توصيات المؤتمر واستبيان الآراء يوضعان موضع التنفيذ، ولا أنسى ما يخص الأدباء أنفسهم فإن توظيف المعنى لابد أن ينفك من سلطة المؤلف والمتلقي لكي يتوفر المعنى والمبنى رحابة في التحليق ليؤديا وظيفتهما على أكمل وجه.
وختم الشريف “لابد أن يتوفر لنوادي الأدب كثير من الدعم والاهتمام لكي تؤدي دورها بحرية أكثر في سبيل دعم التنمية الثقافية الشاملة ومواجهة التطرف الأيدولوجي بشتى صوره، والله أسأل لي ولكم السداد”.