لاتين مصر يحتفلون بحلول عيد الأطفال الشهداء
تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر برئاسة المطران كلاديو كلوراتي بحلول عيد الأطفال الشهداء.
ويقول الإنجيل عن هذه الواقعة إنه "لما رأى هيرودس أن المجوس قد سخروا منه، سخط جداً، وانفذ فقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم، وفي ضواحيها كلها، من ابن سنتين فما دون على حسب الزمان الذي تحققه من المجوس. حينئذ تمّ ما قيل بإرميا النبي القائل :صوت سمع في الرامة، بكاء وعويل كثير: راحيل تبكي على بنيها، وقد ابت أن تتعزى، لانهم ليسوا بعد في الوجود"
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "فلمَّا بلَغَ الخَبَرُ المَلِكَ هيرودُس، اِضْطَرَبَ واضطَرَبَت مَعه أُورَشليمُ كُلُّها." ولم يكن المُرُّ الذي قدّمه المجوس سوى سوى صورة مُسبقة لسرّ الآلام؛ فقد تمّ ذبح اطفالٍ حديثي الولادة بدون رحمة... ما معنى مجزرة الأطفال هذه؟ ولِمَ هذه الجرأة على اقتراف هذه الجريمة الشنعاء؟ "لأن الملك هيرودس ومستشاريه قالوا إنّ علامةً غريبة ظهرت في السماء، نجمًا أعلن للمجوس ولادة مَلِكٍ آخر". ألا تفهم يا هيرودس ماهية هذه العلامات والدلائل؟ إذا كان الرّب يسوع سيّد النجوم والكواكب، ألا تعتقده محصنًا ضد هجماتك؟ أنت تعتقد أن بين يديك قدرة الحياة والموت، ولكن ليس لديك ما تخشاه من شخصٍ على هذا القدر من اللطافة، وها إن الله وضعه تحت سلطتك، فلم تتآمر ضدّه؟
لكن لنترك الحزن ههنا، حيث "راحيلُ تبكي على بَنيها وقَد أَبَتْ أَن تَتَعزَّى لأَنَّهم زالوا عنِ الوُجود".... إذ إنّ "شَمسَ البِرّ" يُبدد اليوم ظلام الشر وينشر نوره على كل الطبيعة، هو الذي أخذ طبيعتنا البشرية ... في عيد الميلاد، " كَسّر الرّبُّ أبوابَ النُّحاس وحَطَّمَ مَغاليقَ الحَديد". واليوم، "تنفتح أَبوابَ البِرّ". "فكَما أَنَّ زَلَّةَ إِنسانٍ واحِدٍ(آدم) أَفضَت بجَميعِ النَّاسِ إِلى الإِدانة، فكَذلِكَ بِرُّ إِنسانٍ واحِدٍ يَأتِي جَميعَ النَّاسِ بِالتَّبْريرِ الَّذي يَهَبُ الحَياة". فبعد شجرة الخطيئة تنتصب اليوم شجرة الخير، خشبة الصليب... اليوم يبدأ سر الآلام.