محمد البرمي: القصة القصيرة هي الأم الشرعية للرواية
وصلت المجموعة القصصية "للمحبين والأوغاد وقطاع الطرق" للكاتب الصحفي والقاص محمد البرمي إلى القائمة القصيرة لجائزة ساويرس، عن انطباعات البرمي عن الجائزة ودورها في إعادة القصة القصيرة إلى واجهة المشهد يدور التقرير التالي:
وصرح الكاتب الصحفي والقاص محمد البرمي لـ"الدستور" بالتأكيد سعيد لترشحي في القائمة القصيرة لجائزة ساويرس، أحد أهم الجوائز في الوطن العربي والأهم في رأيي في فئة القصة القصيرة والتي تعاني من فقر كبير في الجوائز والاهتمام وهو ما يضاعف سعادتي للفوز بالجائزة.
وتابع "البرمي" في الحقيقة أكتب لنفسي ما أريد ما أحب وما اشعر به أكتب عني وعن الناس لكن في النهاية كل جائزة تحصل عليها أو تترشح لها تسلط الأضواء عليك وعلى العمل الذي تقدم وإغفال أهمية الجوائز الأدبية أمر غير صائب وخاصة ما إذا كانت هذه الجائزة أحد أهم الجوائز في منطقتنا العربية بشكل عام.
وعن دور الجوائز الأدبية في استعادة القصة القصيرة إلى واجهة المشهد الإبداعي يقول البرمي: “مما لا شك فيه أن البعض يتعامل مع القصة كونها محطة إلى كتابة الرواية، لكن القارئ الجيد يدرك جيدًا أن القصة القصيرة هي الأم الشرعية للرواية، وإن لم تكن للكتابة بشكل عام، لا سيما وأن المساحة الصغيرة التي تفرضها تقنيات كتابة القصة تفرض – بدورها – على الكاتب شروطًا قاسية”.
وأكد على ان إن لم يكن كاتب القصة مؤمنا بهذا الأمر فإن النص لن يكون طيعًا له، ولن تخرج قصته بالشكل المطلوب الذي يرضيه قبل أن يرضي القراء، ولهذا من الطبيعي التأكيد على أن القصة ينطبق عليها – بشكل كبير – القول المأثور “زمار الحي لا يطرب”، ولهذا اري – ومن وجهة نظري – أن القصة مظلومة وتحتاج لاهتمام كبير وتحتاج لجوائز بشكل منفرد وتشجيع من المؤسسات الرسمية في الدولة، وكذا دور النشر، التي أفاجئ في بعض الأحيان أنها لا تضع القصة في حسابات النشر.
أحب أن أقول دائمًا: “أحاول” نحن أبناء المحاولة، كل الأبواب دائمًا كانت موصدة في وجوهنا لولا المحاولة.
نحن المشتتون في المدن، الناجون دائمًا، لا لشيء إلا لأن الحياة لم تنته منا بعد، ما نزال مسلّيين على ما يبدو، وهي أنانية للحد الذي قد تمنحنا فرصًا كثيرة للحياة، وفرصًا أقل لضحكة متقطعة.
نحن العائدون إلى ذكرياتنا فرارًا من مستقبل نخشى أن تصيبنا فيه ضحكة، لأنه عادة ما بعد الضحك نفقد أشياء، ونحن لم نعد قادرين على مجاراة ذلك الفقد، أو أن يصبح طموحنا أن يكون كل شيء عاديًا.
نحن الذين لا نشبه أحدًا على ما يبدو، نعيش في غربة دائمة، وعزلة مهما بلغ صخب الحياة بيننا، ورغم كل تلك المآسي نتشبث بالأمل؛ لأننا ما زلنا نؤمن بأن من حقنا فرصة للحب وللنجاة ولعدل طائش يضل الطريق إلينا.