بالتزامن مع مباراتها اليوم.. كيف أصبحت فرنسا عاصمة العطور في العالم

الرقي، الإغراء، الفخامة، الروائح الجميلة والأناقة، لماذا ترتبط فرنسا بهذه القيم، لماذا يرتبط العطر الفرنسي أيضًا بهذه الصفات؟ هل بسبب النباتات الفريدة والمناخ الذي يؤثر على مكونات العطور المزروعة محليًا؟ ربما لأن الفرنسيين لديهم أفضل "أنوف" في العالم؟ ربما كانت هناك أسباب حقيقية لذلك، لكن ميزة العطور الفرنسية اليوم لا تمتد إلا إلى التسويق؟

وبالتزامن مع مباراة نهائي  كأس العالم 2022، المقام بدولة قطر، بين فرنسا والأرجنتين، نوضح لكم عبر موقع “politech”، كيف أصبحت فرنسا عاصمة العطور في العالم.

متى أصبحت فرنسا مركز العطر؟

لا يمكنك مناقشة العطور الفرنسية دون ذكر بروفانس والريفيرا الفرنسية، وهي المنطقة التي تضم أكبر مزارع النباتات المستخدمة في إنتاج المواد المعطرة، وتعد مدينة جراس أكثر الأماكن شهرة في المنطقة، ويشار إليها باسم عاصمة العطور في العالم، وقد اشتهرت بفيلم "عطر: قصة قاتل".

بالتزامن مع مباراتها اليوم.. أفضل المناطق السياحية في السنغال

لكي نفهم كيف أن غراس، التي لا يزيد عدد سكانها إلا قليلاً عن أربعين ألف نسمة، حققت مثل هذا النجاح الهائل في صناعة العطور، من الضروري العودة بالزمن إلى القرن الثاني عشر، في ذلك الوقت لم يكن لدى غراس أي شيء مشترك مع أي عطور خفية، ويُظهر التاريخ أن الأماكن ذات الرائحة الأسوأ تميل إلى التحول إلى مراكز قوة عندما يتعلق الأمر بإنتاج العطور.

في ذلك الوقت، اشتهرت بروفانس آلب كوت دازور بصناعة الدباغة، وكان العمل في الجلود عادة مصحوبًا بمجموعة واسعة من الروائح الكريهة.

 أدى تلوث الهواء المتزايد إلى محاولات لمكافحة الرائحة الكريهة في القرن السادس عشر، كما اتضح، كان المناخ المحلي مواتياً للغاية لزراعة النباتات المستخدمة في تصنيع المواد المعطرة، وفي النهاية تفوقت صناعة العطور على الدباغة المحليين في الأهمية، وتطورت المنطقة بأسرع وتيرة خلال عصر التنوير، عندما صنعت الورش المحلية العطور لأشهر مصممي الأزياء في باريس.

صانعي العطور الفرنسيين

لم يكن النمو الهائل لصناعة العطور ليحدث أبدًا لولا الجهود المبذولة لتجنيد أشخاص يتمتعون بحاسة شم شديدة للغاية، ويعمل ما يسمى بـ "الأنوف" هناك حتى يومنا هذا، ويقال إن خدماتهم تستحق وزنهم ذهباً، ولا يوجد سوى حوالي 50 من هؤلاء الخبراء، وخدماتهم مطلوبة بين جميع مصنعي العطور العالميين الرئيسيين.

بالتزامن مع مباراتها.. هذا هو الزي التقليدي لفرنسا

توجد بعض من أقدم مصنعي العطور في جراس حتى يومنا هذا، مثل Galimard Parfumeur (تأسست عام 1747)، و Molinard Parfumeur (تأسست عام 1849) وFragonard Parumeur، التي سميت على اسم الرسام الرئيسي المحلي، جان أونوريه فراجونارد.

زراعة رائعة

لا تزال المنطقة المحيطة بغراس معروفة بمجالاتها من مكونات العطور، بما في ذلك الياسمين والورد والميموزا وزهر البرتقال.

 عندما تزدهر شجيرات اللافندر المحلية، تصبح المنطقة أيضًا وجهة سياحية مشهورة جدًا، والحقول الأرجوانية المترامية الأطراف هي مشهد يمكن رؤيته، وتسمح للمرء أن يفهم حقًا سبب اعتبار فرنسا عاصمة العطور في العالم.

عاصمة العطور - عنوان مستحق

بالنظر إلى تاريخ البلاد الطويل والغني عندما يتعلق الأمر بالعطور، فلا عجب أن العديد من شركات العطور الأكثر شهرة لها جذور فرنسية، وبعد كل شيء، تأتي العلامات التجارية مثل Chanel وDior وGuerlain وChloe وThierry Mugler وYves Saint Laurent وLancome من فرنسا، علاوة على ذلك، ترغب العديد من الشركات من الدول الأخرى في تصنيع عطورها في فرنسا، بالتعاون مع أفضل الخبراء في العالم.