عبد الله النجار: حب الوطن فطرة طبيعية.. وفكرة الدولة هى مفتاح للسعادة
قدم الدكتور عبد الله مبروك النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، خالص الشكر والتقدير للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، قائلا: "نتعلم منه المعاني الدينية الصحيحة والتي أتت من واقع الحياة، سائلاً الله -عز وجل- أن يديم عليه نعمة التفوق، والدكتور محمد الباز الذي يمتع القارئ بعمق التفكير من خلال كتاباته ومحاضراته ولقاءاته".
وأكد أن فكرة الدولة هي مفتاح للسعادة، والتي ارتقت إلى أن تكون إحدى الكليات الست، ففكرة الدولة قامت منذ بداية الإسلام عندما أقام النبي (صلى الله عليه وسلم) دولة يعيش الناس فيها، وكل القيم والمعاني الإنسانية قامت على تلك الدولة، وانتشر الإسلام بهذا الطريق الصحيح، ولم ينتشر بالغزو أو بالقتال، والذي يسافر إلى أقاصي الدنيا كإندونيسيا وغيرها من البلدان البعيدة يجد أن الإسلام وصل إلى هناك عن طريق الأخلاق التي تمتع بها التجار المسلمون، والتي تعد القاسم المشترك بين كل الأديان.
وأشار إلى أمرين، الأمر الأول: أن حب الوطن فطرة طبيعية، وقد ضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أروع المثل على حب وطنه حينما حدث في مكة وهو خارج منها، خاطبها مخاطبة الشخص الطبيعي قائلاً: "والله إنك لأحب بلاد الله إلي، وأحب البلاد إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، هذا المثل الذي يُحتذى به في أن المكان الذي يعيش فيه الإنسان هو كيان يمثل درجة كبيرة من الأهمية، بل لابد أن يعتبره جزءًا من انتمائه ووجوده ويشعر الإنسان بالغيرة عليه.
والأمر الثاني: أن هذا الوطن له واجب على الإنسان، ومن الخطأ أن يظن البعض أن له حقوقًا وليس عليه واجبات، فكل حق يرتبط بواجب، فالبائع حينما يقدم السلعة ينتظر الثمن، وفي مجال الحق الوطني هو حق من حقوق الله (عز وجل) وهو حق مطلق لا ينتظر منه العبد المقابل، ومن الواجب أن يوفي به الإنسان في كل الأحوال، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) للمرأة التي توفيت أمها وقد نذرت أن تصوم: "أرأيتِ لو كان على أمِّك دَينٌ أكنتِ قاضيَتَه؟ قالت: نعم، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) اقضُوا اللهَ فاللهُ أحقُّ بالوفاءِ"، فإذا تعارض الحق العام مع حق الفرد قُدِّم الحق العام، وإذا تعارض حق الدولة مع حق الفرد قُدِّم حق الدولة، وإذا تعارض حق الوطن مع حق المواطن قُدِّم حق الوطن.
جاء ذلك خلال محاضرة لأئمة ووكلاء الأوقاف في دولة الجزائر، بالقاعة الرئيسية في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اليوم الثلاثاء، حاضر فيها: الدكتور محمد مختار جمعة، والدكتور عبدالله مبروك النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد الباز، في حضور الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية، والدكتور محمد عزت الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ووفد أئمة ووكلاء الأوقاف بدولة الجزائر وأئمة وواعظات وزارة الأوقاف المصرية.