باحث فرنسي: دخلت الإسلام على يد شيخ الطريقة البودشيشية (حوار)
كشف الباحث الفرنسي فلجوير جين برينو، المتخصص في علم النفس، على أنه اعتنق الدين الإسلامي عبر الطريقة القادرية البودشيشة، وذلك بعد قدومه من فرنسا إلى المغرب وتعرفه على الطريقة وشيوخها، مما جعله يأخذ انطباع جيد عن الإسلام بعدما كان يخاف منه بسبب الأفعال التي يقوم بها بعض المتشددين.
وأوضح "الباحث الفرنسي" في حواره لـ"الدستور" خلال مشاركته في فعاليات الملتقى العالمي للتصوف بالمغرب في دورته الـ"17"، على أن التصوف أنقذه من الهلاك، حيث أنه كان يعيش حياة بائسة يائسة، بسبب عدم معرفته بالدين الحقيقي، ولكن بعد الدخول في الإسلام تغير الأمر تمامًا، وهذا الفضل فيه يرجع للطريقة البودشيشية.
كيف عرفت الطريقة القادرية البودشيشية وماهي طبيعة عملك؟
بداية أنا أسمي فلجوير جين برينو، وأعمل باحث ومتخصص في علم النفس بفرنسا، وعرفت الطريقة البودشيشية منذ عام 2011، عن طريق صديق لي وهو مريد أو كما نقول فقير صوفي في الطريقة، وهذا الفقير اقترح علي أن أزور الشيخ سيدي حمزة القادري بودشيش، الشيخ السابق للطريقة، والشيخ عرض علي أن أبقى عنده ثلاثة أيام، وبالفعل بقيت ثلاثة أيام، ولم أخرج من الطريقة البودشيشية في مداغ إلا وأنا أصبحت مسلماً أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، حيث أنني لم أكن مسلمًا في الأصل، وأن هذه الطريقة وشيخها الراحل سيدي حمزة البودشيشي وشيخها الحالي سيديي جمال البودشيشي علموني كيفية عبادة الله سبحانه وتعالى وكذلك عرفوني أن الإسلام هو الدين الحق، حقيقة هؤلاء الناس لهم فضل في عنقي لن أنساه أبداً.
ما سر مشاركتك في فعاليات الملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب؟
في حقيقة الأمر، أشارك في الملتقى العالمي للتصوف، لكي ألقي كلمة وأتحدث عن تجربتي الصوفية، وعن ما وجدته في التصوف منذ انضمامي لهذه الطريقة وحتى يومنا هذا، فضلًا عن أني أشارك في فعاليات المولد النبوي الشريف حيث أن فعاليات الملتقى تنظم في توقيت إقامة المولد النبوي هنا في الزاوية البودشيشية بمداغ، وجائتني الدعوة من الدكتور منير القادري بودشيش رئيس مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورمتوسطي لدراسة الإسلام اليوم.
كيف انتشر التصوف الإسلامي في أوروبا؟
في حقيقة الأمر، أن التصوف لم ينتشر حديثا فى أوروبا، بل هو موجود منذ قديم الأزل وجاء إلينا من بلاد المغرب العربي، حيث انتقل إلى إسبانيا ثم إلى باقي دول أوروبا، وهناك علاقة بين بعض الطرق الصوفية، كانت سبب في انتشار التصوف بين الأوروبيين، والتصوف في أوروبا بالنسبة لنا هو الإسلام الوسطي المتفتح البعيد عن العنف.
هل الطريقة البودشيشية منتشرة في أوروبا؟
في الواقع، أنني بعد الانضمام لهذه الطريقة الصوفية، وجدت أنها منتشرة في بلجيكا وفرنسا وألمانيا وعدة بلاد أوروبية أخرى، فهذه الطريقة فيها سر لا أعلم ماهو ولكن عندما أذهب في زيارة إلى المغرب لزيارة مقر الطريقة ورؤية شيخها أجد أنني في حالة روحانية جميلة جداً، ولا أريد العودة إلى بلدي فرنسا، وهذا أصبح أمر صعب جداً بالنسبة لي، وفي الحقيقة أن دخول الإسلام عبر هذه الطريقة واعتناقي للتصوف وأخذي عهد الطريقة البوشيشية أنقذني من الهلاك حيث أنني كنت أعيش حياة بائسة ولا أهتم بأي شىء في هذا العالم، لكني بعد معرفة الشيخ المربي سيدي حمزة البودشيشي اختلف الأمر تمامًا.
هل يتقبل الأوروبيون التصوف والحالة الصوفية؟
نعم، الفرنسيون الذين يعرفون حقيقة التصوف يعرفونه ويحبونه ويفضلونه لأنه ضد التطرف والإرهاب والتشدد الذي تقوم به بعض التيارات الأخرى.
هل نجح التصوف في القضاء على ظاهرة الإسلاموفوبيا؟
نعم، فالتصوف في أوروبا سلاح قوي للقضاء على ظاهرة الإسلاموفوبيا، هذه الظاهرة الغير جيدة والتي تسببت فى حالة من الكراهية بين الأوروبيين وغيرهم من المسلمين، حيث أن التصوف عرف الأوربيين حقيقة الدين الإسلامي فلذلك زال الخوف والرهبة من هذا الدين.
لماذا انضم الشباب الأوروبي في الفترة الأخيرة للطرق الصوفية؟
نعم الشباب في أوروبا يفضلون التصوف لأنك عندما تكون شاباً، تكون متفتح ولديك تساؤلات أكثر والتصوف منفتح، والشباب يحب كل ما هو منفتح، كما أن التصوف لايوجد فيه التضييق الموجود عند الآخرين.
كم عدد الصوفيين في أوروبا؟
حقيقة لا أعرف العدد بالضبط، و لكن اعرف أن الصوفية موجودة في جميع أنحاء أوروبا.
ما هي أبرز الطرق في أوروبا؟
الطريقة القادرية البودشيشية أولاً ثم الطريقة العلوية ثانياً، ثم الطرق الأخرى مثل التجانية والنقشبندية.