«كاتم أسراره».. مفيد فوزى وعبد الحليم حافظ علاقة من نوع خاص
كانت علاقة الكاتب الكبير الراحل مفيد فوزي والعندليب عبد الحليم حافظ علاقة من نوع خاص جدا فقد كان مفيد فوزى من أقرب الأصدقاء لعبدالحليم حافظ وكان كاتم أسراره، و لم يكتف بهذه الصداقة أو يحتفظ بها وبأسرار العندليب بل أقدم على توثيقها في عدة كتب من تأليفه كشف خلالها عن أسرار علاقته بعبد الحليم حافظ وحياته الشخصية والفنية على حد سواء .
وألف مفيد فوزى كتاب «حليم.. أيام مع العندليب» تحدث خلاله عن هذه العلاقة الخاصة التى جمعتهم سويا فيقول مفيد فوزى فى كتاب حليم الذى صدر عام 2017،« كان أشهر يتيم يلقى بنفسه فى أحضان أى أسرة تعوضه عن غياب أبويه، وكان صاحب أحلى نبرة عربية فى الغناء، يحترم عبدالوهاب، ويحيره بليغ حمدى، ويمتثل لشروط الموجى، ويقابل كمال الطويل بربطة عنق، كان العندليب عاشقًا فاشلًا ويغار بجنون على حبيبته، ولم تخطفه امرأة من فنه.. كان الصديق الصدوق وواجه مدير مخابرات عبدالناصر باعتراف يؤدي للقبض عليه كان ينتصر على المرض بالغناء ويهزم الموت ويعب الحياء عبًّا».
وفى فصل من الكتاب حمل اسم «العندليب والكروان» تحدث مفيد فوزى عن علاقة عبدالحليم وعبدالوهاب بادئا من اللقاء الأول بينهما مشيرا إلى أن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب اندهش من جمال صوت العندليب وإبداعه، ويؤكد مفيد فوزى «أنا الذى سميته العندليب الأسمر، وراق له الاسم».
ويتحدث فوزى أكثر عن عبدالحليم فيقول، عرفته التصقت به وعرفت كيميائه وكان يتيما في الميلاد وفي الحياة، مشيرا إلى أنه لم يكن ذلك الفارس المغوار الذى ينجح فى كل غزواته، ولم يكن ذلك العاشق، الأسطوري كما صور نفسه في بعض مذكراته، وكأنه «كازانوفا» العصر الذى يكفى أن يمنح امرأة نظرة فيسقط هيكل جسدها تحت قدميه، ولم يكن ذلك «الدنجوان»، بل كانت المرأة بالنسبة له ينبوعا من ينابيع فنه ليس إلا، وقد تشرب هذه النظرية من أستاذه وأستاذ الأجيال محمد عبدالوهاب.
كان عبدالحليم عاشقًا مهزومًا يعود من معاركه دامي القلب مكلوم الفؤاد مكسور الوجدان، وكان يخفى هذا عن أصدقائه، لكن الذى اقترب منه كان يرى سماء الخريف والأحزان قد تجمعت فى عينيه حتى صارت بحيرة دموع.
- مفيد فوزي يكشف حقيقة علاقة العندليب وسعاد حسني
وعن العلاقة بين عبدالحليم وسعاد حسني، يكشف الكاتب الكبير أن عبدالحليم كان يحب سعاد حسني بشدة ومن دلائل ذلك دفاعه عنها فى واقعة شهدها فوزى بعينيه.
ويذكر أنه كان بصحبة عبدالحليم حافظ فى طريقه إلى استوديو مصر من أجل عمل مونتاج إحدى أغانيه، ولمح سيارة «فيات» سوداء اللون تطاردها سيارتان.
وأضاف الكاتب الكبير أن حليم سارع بسيارته ليلحق بالسيارات لمعرفة ذلك المشهد الغريب فى شارع الهرم، واكتشف أن سعاد حسنى بداخل السيارة «الفيات» فطلب حليم منها أن تتوقف بسيارتها، وتوقفت السيارتان خلفها فى إلحاح سخيف ونزل حليم من سيارته وتوجه إلى أحد الشباب الذى كان يقود إحدى السيارتين، وأمسك بخناقه وكاد أن يخنقه، وأشار إلى أنه عندما أدرك الشابان اللذان يقودان السيارتين أن الذى يتشاجر معهما هو عبدالحليم حافظ اعتذرا له، وبررا له تصرفهما بأنه «شقاوة»، فرد عليهما «لأ غلاسة وقلة أدب وعدم حياء».
كما كشف مفيد فوزى فى الكتاب رسالة من عبدالحليم حافظ إلى سعاد حسنى بتاريخ 9 فبراير عام 1972، جاء فيها أن من بين مشاريع عبدالحليم الفنية التى لم تر النور فيلما سينمائيا يجمع بينه وبين سعاد حسنى والفنانة فاتن حمامة لأول مرة
ووصف عبدالحليم حافظ قصة الفيلم بأنها «لذيذة»، بحسب تعبيره، وتدور حول رجل يقع فى حيرة بين إنسانة تحبه وأخرى تفهمه، وأن الفيلم يؤكد أن الرجل يفضل إنسانة تفهمه، لأن «الفهم يضم الحب والحنان».
وكشف مفيد فوزى أيضا أنه كان هناك غيرة بين عبدالحليم واسماعيل شبانة لكنها مخبئة بين الضلوع ، فصوت إسماعيل فيه ثراء أكثر وعبدالحليم شجن اكثر.
وعن علاقة العندليب وهانى شاكر قال فوزى أن عبدالحليم لم يكن يخاف من صوت هانى شاكر ، بل كان يقول أن صوته نفس نوعية " قماش الشجن " ، وكان يغضب عندما أقرانه مع أحد حتى خاصمنى لمدة اسبوعين لأنى كتبت مقال " من سفينة نوح الى برج عبدالحليم " لانه غضب انى قارنت بينه وبين محمد نوح ، ووصفت نوح انه ليس مطربا بل ممثل وحول هذا الى هتاف " ،كما أن العندليب خاصمنى لمدة شهر بسبب مقال أخر " عبد الحليم يغنى نيابة عن نفسه.