من رمال الصحراء إلى درة المدن الذكية.. «الدستور» داخل المنصورة الجديدة
خلايا نحل منتشرة فى كافة أرجاء المدينة التى بدأت من تلال للرمال على شاطئ البحر المتوسط إلى درة المدن الذكية فى دلتا مصر، ما بين الارتفاعات الإنشائية والتجميلية وغرس الزراعات على أسطح الأرض الرملية التى كستها الزينة الزراعية مختلفة الألوان.
لا صوت يعلو فوق طرقات الضرب على الحديد، المعدات منتشرة، الأخشاب تحمل إنشاءات تخالطها المواد الأسمنتية لتتماسك جميعها حتى ترسم مستقبل جديد لإنشاء أعظم مدينة ذكية لتكون درة لمحافظات الدلتا، بعد توفير فرص العمل التى منحتها الدولة لشباب في مقتبل العمر بين التفكير والتنفيذ والإشراف، واستهداف مهندسون يمتلكون خبرات كبيرة رغم صغر سنهم.
جولة 48 ساعة
من المنصورة الجديدة، كانت لنا جولة داخلها على مدار 48 ساعة آلاف حتى ترصد «الدستور» لحظات العزيمة التى يشدوا بها الرجال فى تنفيذ مخطط قيادة خططت ورسمت طريق جديد نحو العالمية في تطبيق الرقمنة الذكية في بناء المدن المصرية فى مختلف قطاعاتها.
يوم الحصاد
نحصد ثمار تفكير ومجهود تم تقديمه بإخلاص، بتلك الكلمات بدأ المهندس ياسر كحلة، نائب رئيس جهاز المنصورة الجديدة، حديثة مع "الدستور" تزامنا مع احتفالات افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لمدينة المنصورة الجديدة الذكية، مؤكدا أن إصرار القيادة السياسية كان الدافع وراء تحدى كافة الصعاب لتنفيذ أول مدينة ذكية داخل الدلتا.
وأضاف المهندس ياسر كحلة، أن المدينة تم تنفيذها على أربعة مراحل بامتداد مساحة إجمالية بلغت 7 آلاف و200 فدان واستهدف تصميمها على غرار مدن الجيل الرابع الذكية، وتميزت المدينة الجديدة لكونها على امتداد شاطئ البحر المتوسط بطول بلغ 15 كيلو متر.
خدمات رقمية لأول مرة
ولفت نائب رئيس المنصورة الجديدة إلى أن المرحلة الأولى تم تنفيذها على مساحة 263 فدان بطول 4200 متر، موضحا أنه تم مراعاة عوامل الجذب التى تم مراعاتها في تنفيذ المدينة هو الاعتماد على توفير بيئة رقمية وذكية نظيفة ومتطورة تليق بالمواطنين الباحثين عن السكن فى المدن الذكية.
وحول المرافق الخدمية التى تشملها المدينة، أوضح "كحلة" أنه تم تنفيذ 8 أسواق تجارية بإجمالي 64 نشاط تجاري بجانب مدرستين تعليم أساسي، بجانب مركز صحى متكامل، ومركز شرطة ووحدة إطفاء مجهزة على أعلى مستوى ومحطة بنزبن شاملة، لافتا إلى إنشاء 4 مساجد وكنيسة أرثوذكيسة بجانب كنيسة إنجيلية، بالإضافة إلى جامعة المنصورة الجديدة التى تحتوى على 7 كليات.
روح الفخر
وصلنا هنا كانت المنطقة كلها رمال وجبال.. هكذا وصف نور الدين سعد، أحد العاملين بالمنصورة الجديدة حال المدينة فى بداية قدومه للعمل بها، موضحا أن هناك حالة من التحدى مزروعة داخل كل عامل داخل المدينة.
وفى حالة من الحماس خلال حديثه لـ"الدستور" أكد أن بداية عملهم الفعلى يبدأ من الساعة الثامنة صباحا وممتد على مدار 12 ساعة حتى ينتهى فى الثامنة مساء، وذلك دون كلل أو ملل لأن الدافع هنا ليس المال فقط، بل تم زرع روح الوطنية فى العمل نظرا لكونه مشروع قومى تستهدفه الدولة.
«بحكي لكل أهلى وولادى بكل فخر عن عملى ضمن خلية نحل داخل المشروع العملاق» بتلك الكلمات أبدى نور الدين سعد، اعتزازه بالعمل داخل المنصورة الجديدة، وخاصة مع إنجاز كل عمل مستهدف إتمامه، وسط تعليمات واضحة من المسؤولين وروح عمل جماعية.