رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البطريرك ساكو: يجب علينا النظر إلى ميلاد المسيح بعيون جديدة

ساكو
ساكو

دعا بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو، المسيحيين إلى النّظر إلى ميلاد يسوع بعيون جديدة لأجل الدّخول في علاقة جديدة وصادقة مع معطيات الإنجيل.

وقال "ساكو": "ينبغي للمؤمن (التّلميذ) أن يكون مع المسيح، ليتعرّف عليه، ويتعلّم منه، ويشاركه حياته تعال وانظر (يوحنّا 1/ 46) يتطلّب الإيمان أن ننظر إلى ميلاد يسوع المسيح، بعيون جديدة لكي ندخل في علاقة حقيقيّة وصادقة مع معطيات الإنجيل (وحيٌ من الله)، بعيدًا عن الحرفيّة والسّطحيّة. وراء هذه النّصوص نكتشف قصّةً وسرًّا، علينا أن نتعمّق فيهما بصبرٍ وتأنٍّ، كلمة كلمة، ونلتزم بها، كما فعل الإنجيليّ لوقا: "لَمَّا أَن أَخذَ كثيرٌ مِنَ النَّاسِ يُدَوِّنونَ رِوايةِ الأُمورِ الَّتي تَمَّت عِندنَا، كما نَقَلَها إلَينا الَّذينَ كانوا مُنذُ البَدءِ شُهودَ عِيانٍ لِلكَلِمَة، ثُمَّ صاروا عامِلينَ لها، رَأَيتُ أَنا أَيضًا، وقَد تقَصَّيتُها جَميعًا مِن أُصولِها، أَن أَكتُبَها لَكَ مُرَتَّبَةً يا تاوفيلُسُ المُكرَّم، 4لِتَتَيَقَّنَ صِحَّةَ ما تَلَقَّيتَ مِن تَعليم" (لوقا 1/ 1-4)".

وأضاف أن هذه النّصوص ليست لوحة جامدة، وكلمات أسيرة، بل إنّها لوحة متحرّكة وكلمات مدهشة، لمن يقرأها في جوٍّ من الصّلاة والتّأمّل. هذا اللّقاء وجهًا لوجه مع الإنجيل، يمنح قوّة للحياة والاندماج والنّموّ، وإقامة علاقات جديدة. ويُمكِّنُنا من أن نكون فريقًا واحدًا وجماعةً واحدةً (الكنيسة) ملتفّة حول يسوع المسيح المخلّص.

وتابع “ساكو”قائلاً: "من الواضح أنّ هذه الكلمات المستخدمة للتّعبير هي كلمات بشريّة لا يمكنها أن تستنفذ كلّ سرّ الله، وعلاقته بالمسيح. ليس لنا سبيل آخر للتّعبير عن سرّ الله سوى كلماتنا، وأنّ الله نفسه كشف ذاته بكلمات بشريّة، لذا يُشبِّه الرّسول بولس هذا الكشف عن سرّ الله "بكنز في إناء من خزف".

 وأضاف قائلاً: "يشرح الإنجيليّ يوحنّا بوضوح سبب مجيء المسيح (فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه، بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة)، إنّها مبادرة إلهيّة عظيمة.

وأشار إلى المسيح جاء ليصالح البشر مع الله ومع بعضهم البعض ويساعدهم لكي يكونوا لائقين به، ولقد ساهمت مريم بطاعتها لله وتفاعلها معه في حصول التّجسُّد، أيّ الحبل بيسوع والولادة منها بأعجوبة.