رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد هويدى: صورة المثقف تأثرت بشكل سلبى منذ زمن الانفتاح الاقتصادى

سيد هويدي
سيد هويدي

ثمّن الفنان التشكيلي سيد هويدي، توجيهات الرئيس السيسي بإنشاء المكتبات.

وقال في تصريحات خاصة لـ "الدستور": طرح الشأن الثقافي على أجندة القيادة السياسية، مكسب كبير، لأن الثقافة اختنقت في الأجهزة الرسمية على مدار عقود، بعدما كرست كل جهودها للإجراءات على حساب الأهداف في غياب النتائج، من أبرز مظاهر هذا الغياب هو وجود توجه سلفي ماضوي ظلامي يعادي الحياة نفسها، فما زال المناخ العام سلفيًا بمرجعية ماضية يستقي أغلب مفاهيمه من كهف الخرافة.

وأوضح هويدي: لذلك الثقافة تحتاج إلى توجه حديث عصري جديد، يتناسب مع مفاهيم وإيقاع وأساليب الموجة الثالثة المعلوماتية - (بعد موجة الزراعة، والصناعة)-، تلك المعلوماتية التي تتيح المعرفة عبر وسائل تكنولوجية، ونظم معلومات، لذلك وجب سؤال هنا، منْ يثقف منْ؟ في ظل التغيرات العنيفة في البني الاجتماعية كانعكاس للحالة الاقتصادية التي قسمت الشعب جغرافيًا، هذا السؤال مفتاح لطريق يدلنا علي ما هي قيمنا التي نريد غرسها فينا ؟ وما هي القيم المنبوذة والمعرقلة للنماء الفردي والوطني؟ نحن في أمس الحاجة إلى فلسفة ثقافية قومية مؤسسة لوجود سياسات مستقبلية تليق بالتطلعات والطموحات.

وأضاف: فقد هربت الناس من الثقافة، لأسباب عديدة، منها اللجوء الي الروحانيات، عقائدية أو خرافية، أو إلى الجذب الإعلامي المتنوع، ومع ظهور الوافد الجديد الإنترنت، فقدت الثقافة تأثيرها التقليدي على الأقل بالنسبة لمظاهرها وسبلها الكلاسيكية، الكتاب والرواية، والديوان الشعري، بل تأثرت صورة المثقف على نحو سلبي منذ زمن الانفتاح الاقتصادي، على نحو احتل مكانته نجوم كرة القدم، والمطربون ومن فى شاكلتهم.

وتابع هويدي: أما عن التوجه السياسي لإنشاء مكتبات فقد كان هدفًا قديمًا للجامعة الشعبية التي أصبحت مع ثورة يوليو الهيئة العامة للثقافة الجماهيرية، وبدأت مسيرتها بهدف بناء مائة موقع مع وزير الثقافة الشعبية د. ثروت عكاشة في وقت بدأت فيه فرنسا بخمسة وعشرين موقعًا فقط، وقد كان من أبرز أهدافها إنشاء مكتبات ضمن مبانٍ ضخمة تسمي الآن قصور الثقافة التي بلغت قرابة ستمائة موقع تابعة لهيئة قصور الثقافة تعاني الآن من عدم وجود إمكانيات وتكدس للعاملين والتهام بند الرواتب أغلب المخصصات المالية، وعزوف من رواد المعرفة من القراء لأسباب عديدة باعتبار أنه لا يوجد سبب واحد يؤدي للظاهرة، لكن أبرز أسباب عزوف الجمهور عن ارتياد المكتبات هو وجود مصادر أخرى للمعرفة غير المكتبات والكتاب الورقي، وإيقاع العصر اللهاث، وتراجع وظيفة المكتبات بإمكانياتها المتواضعة قياسًا بإمكانيات شبكة المعلومات العالمية وإتاحة المعرفة عبر المواقع الإلكترونية.

وإذا كانت المكتبات منبعًا للمعرفة، في عصر الصناعة، فقد أصبحت الآن مخزنًا للكتب مع تغيير المعطيات سواء ثقافيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا، ومع ذلك لو ظل الكتاب مصدرًا للمعرفة، من الضروري أن ندرك دوره وشكله العصري هو أن يكون كتابًا مسموعًا أو بصريًا أو مرئيًا، فيما يناسب إيقاع العصر.

واختتم: ومن المطالب الملحة، تشجيع ثقافة المستقبل والخيال العلمي، وتحرير سمعة المثقفين، ومحو عار الأمية، ورعاية الموهوبين، والسلم الاجتماعى، من خلال مبدأ تكافؤ الفرص واستعانة وزارة الثقافة بمحلل نظم، يضع فى الميزان دور الإدارة حتى لا نصل إلى تكريس الإجراءات على حساب الأهداف وربطها بالنتائج والتقويم، في وجود إطار نظري للإدارة المستندة إلى النتائج كاستراتيجية إدارية واسعة النطاق، وتخفف الجهاز الإدارى من الإعداد لصالح الكوادر الخاصة المؤهلة.