استمرار احتفال قصور الثقافة بالقاهرة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي
استمرت فعاليات الأسابيع الثقافية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، من خلال الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، والتى تنفذها الإدارة العامة لثقافة المرأة برئاسة د. دينا هويدي، وذلك احتفاءً باختيار منظمة الايسيسكو للتربية والعلوم والثقافة لمدينة "القاهرة" عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي للعام ٢٠٢٢م.
حيث تضمن اليوم الثالث زيارات لمسجد السلطان حسن، ومسجد الرفاعي، المتحف القبطي، واختتم اليوم ببيت السحيمي بالجمالية برئاسة هاني عبد الوهاب، التابع لصندوق التنمية الثقافية برئاسة د. فتحي عبد الوهاب، بمجموعة من الورش منها إعادة التدوير، وأخرى لحلي تراثي، بجانب معرض لنتاج الورش التي قامت بها السيدات والفتيات.
يذكر ان فعاليات القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي انطلقت بعد تأجيلات عدة بسبب وباء كورونا، حيث أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اختيار مدينة القاهرة المصرية، عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022.
وقد أعلن الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة ، الاحتفاء بمدينة القاهرة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقداه في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة 7 -12-2021 .
وكانت مصر قد تسلمت شعلة تنصيب (القاهرة) عاصمة الثقافة الإسلامية خلال عام 2020 خلفا للعاصمة التونسية، وذلك في الاحتفال الذي أقامته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بمدينة الثقافة في تونس في 19-12-2019 .
ويهدف برنامج عواصم الثقافة الإسلامية إلى توطيد أواصر العلاقات بين الشعوب التي تتشارك في الكثير من المفردات والعناصر من خلال إقامة حوار إبداعي بينها وتعزيز مجالات التواصل الفكري بين أبناء الأمة الإسلامية، كما يعمل على إبراز مضامين التراث الزاخر بالمفاهيم التي تدعو إلى التسامح والتعايش أمام العالم وتقديم صورة حقيقية عن الحضارة الإسلامية العريقة.
نبذة عن الإسيسكو
الإسيسكو هي "منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة"، وتعمل في إطار "منظمة التعاون الإسلامي"، تعني بميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال بين البلدان الإسلامية، وتعمل على تدعيم الروابط بين الدول الأعضاء ومقرها الرباط. تأسست المنظمة عام 1979، وتضم في عضويتها 54 دولة .
تبنت (الإيسيسكو) برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية، ويتم إسناده سنويًا إلى ثلاث مدن إسلامية عريقة إلى جانب العاصمة التي تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي ينعقد كل عامين، وتمتد الاحتفالات على مدار عام كامل.
وتم توقيع الاتفاق على إقامة هذه التظاهرة منذ عام 2001 مع انعقاد المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة وتم اعتماده في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد في الجزائر عام 2004 ، وحملت مكة المكرمة اللقب الأول عام 2005 ثم تداولت المدن الإسلامية اللقب وعلى التوالي انتقل إلى حلب (سوريا) فاس (المغرب) الإسكندرية (مصر) القيروان (تونس) تريم (اليمن) تلمسان (الجزائر) النجف (العراق) المدينة المنورة (السعودية) الشارقة (الإمارات) نزوى (سلطنة عمان) الكويت (الكويت) عمان (الأردن) المنامة (البحرين) تونس (تونس) حتى وصلت إلى القاهرة عام 2020 الذي اختارت منظمة (الايسيسكو) خلاله أيضا العاصمة الأوزبكية (بوخاري) عاصمة الثقافة الإسلامية في المنطقة الآسيوية و(باماكو) بجمهورية مالي في أفريقيا.
مقومات اختيار القاهرة، عاصمة الثقافة الإسلامية
تعد القاهرة، عاصمة الثقافة الإسلامية، من أهم المدن التراثية وأكبرها في العالم، وتضم عددًا كبيرًا من الآثار من مختلف العصور الإسلامية، خاصة المساجد، كان أولها مسجد عمرو بن العاص، أول مسجد بني في مصر وفي قارة إفريقيا كلها، والأزهر الشريف الجامع والجامعة، وقلعة صلاح الدين، وآثار القاهرة القديمة، ولهذا يطلق عليها المؤرخون "مدينة الألف مئذنة".
القاهرة تلك المدينة الساحرة التي تحكي شوارعها وجدرانها تاريخ شعب مصر وحضارته العريقة التي أثرت البشرية على مر العصور فهي من أكثر المدن تنوعًا ثقافيًا وحضاريًا وتوجد فيها العديد من المعالم القديمة والحديثة فأصبحت متحفًا مفتوحًا يضم آثارًا فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية، فيعود تاريخ المدينة إلى نشأة مدينة أون الفرعونية أو هليوبوليس "عين شمس حاليًا" والتي تعد واحدة من أقدم مدن العالم القديم كما تضم منطقة القاهرة"حصن بابليون"فهو من الآثار الرومانية القديمة وتضم أيضًا الكنيسة المعلقة وشجرة السيدة مريم وهي الشجرة التي استظلت بها السيدة مريم في رحلتها من فلسطين لمصر هربًا من بطش الرومان.
أما القاهرة الإسلامية بطرازها المعماري الفريد والتي بدأت ملامحها تظهر مع الفتح الإسلامي لها على يد عمرو بن العاص عام 641م وبنائه لمسجد يحمل اسمه والذي يعد أول مسجد يبنى في أفريقيا، وعلى أرض القاهرة بَنيت مدينة الفسطاط والعسكر والقطائع في العصر العباسي وعندما دخل الفاطميون مصر في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ووضع قائد جيوشه جوهر الصقلي يوم 17شعبان 358 هـ الموافق 6 يوليو عام 969 م حجر أساس مدينة القاهرة لتكون عاصمة جديدة لمصر "شمال مدينة القطائع" أسماها القاهرة وشيد بها "جامع الأزهر" والذي يعد أشهر جامعة إسلامية في العالم وقد اتخذ هذا التاريخ "6 يوليو" ليكون عيداً قوميًا للمحافظة.
ومن العصر الفاطمي حتى الأيوبي والمملوكي.. شهدت القاهرة أرقى فنون العمارة الإسلامية التي تمثلت في بناء القلاع والحصون والأسوار والمدارس مثل قلعة صلاح الدين ومدرسة السلطان برقوق ومدرسة الأشرف قايتباي وخان الخليلي ومسجد الرفاعي ومسجد الحسين وغيرها، كل هذا التاريخ العريق للقاهرة جاء نتيجة لما تتمتع به من موقع استراتيجي متميز مما أهلها لتكون العاصمة السياسية لمصر على مر العصور، هذا إلى جانب كونها العاصمة الثقافية والفنية والعلمية والتاريخية للعالم العربي والإسلامي، وقد أطلق على القاهرة العديد من الأسماء فهي مدينة الألف مئذنة (سماها الرحالة القدماء بذلك لكثرة الجوامع المبنية فيها ومدينة مصر المحروسة وقاهرة المعز.