أسرار جديدة عن المومياوات الفرعونية.. لماذا حنط المصريون جثامين موتاهم؟
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن المومياوات المصرية، التي طالما كانت موضوعًا للفتن الحديث، والتي تربطنا بالماضي القديم من خلال الحفاظ على شكل بشري متميز، ورائها أسرار أخرى وعمليات معقدة أكثر من تلك التي اكتشافها العلماء، كما يقترح معرض بريطاني جديد كبير.
وتابعت أن التحنيط لم يكن هدفه الحفاظ على جثمان المتوفي، ولكن كان وسيلة لتحويل الشخصيات الميتة إلى شكل يقبله الآلهة، لذلك، بعيدًا عن ضمان بقاء السمات الفردية للشخص ملامحه، كان التحنيط يهدف إلى جعل شاغل القبر يتطابق مع صيغة إلهية.
أسرار جديدة تحملها المومياوات الفرعونية
وفي هذا الصدد، قال كامبل برايس، عالم المصريات الرائد الذي سيصاحب كتابه المعرض: "الفكرة التي ورثناها عن الفيكتوريين، وهي أن المصريون كانوا يحفظون جثامين موتاهم كما كانت في الحياة ولكن هذه النظرية خاطئة، حيث نعتقد الآن أنه كان يهدف إلى توجيههم نحو الألوهية".
وأضافت الصحيفة أن برايس وفريقه من القيمين على المعرض سيقومون بدعوة الجمهور لفحص الأدلة بأنفسهم في العام الجديد عندما تأتي المومياوات الذهبية في مصر إلى متحف مانشستر الذي تم تجديده حديثًا، والذي سيعاد افتتاحه في 18 فبراير.
وتابعت أن العرض، الذي سيضم ثماني مومياوات وأكثر من 100 قطعة أثرية أخرى، سيقوم بجولة دولية خلال إغلاق المتحف وسيتم تنظيمه حديثًا لمانشستر، للتأكيد على تفسير برايس لعملية التنقية والمسح والتغليف القديمة.
وقال برايس “علينا أن نتخيل وقتًا لم يكن فيه من الواضح أنه لم يكن هناك صور فوتوغرافية فحسب، بل كان هناك أيضًا عدد قليل جدًا من المرايا، لذلك لم يكن الناس يعرفون كيف يبدون، ولم يكن السؤال برمته عن ملامح الوجه الفردية مهمًا جدًا، كانت الأفكار الكامنة وراء فن البورتريه والتماثيل القديمة أيضًا مختلفة جدًا نتيجة لذلك”.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن برايس عضو نشط في جمعية استكشاف مصر، التي على الرغم من تأسيسها في عام 1882، تتحدى الآن النهج الاحتفالي الاستعماري القديم، حيث قال برايس إن التفسيرات العلمية الأكثر حداثة تنبع جزئيًا من عمل كريستينا ريجز، التي نُشر كتابها الكنز: كيف شكل توت عنخ آمون قرنًا من الاكتشافات الأثرية في غلاف ورقي هذا الشهر ليتزامن مع الذكرى المئوية لاكتشاف قبر توت عنخ آمون.
وتابعت أنه تقديراً للأهمية الروحية للمومياوات ومحتويات المقابر الأخرى، لن تظهر صور الأشعة المقطعية ولا صور التعرف على الوجه في المعرض.
وقال برايس “كل عمليات المسح الأخيرة تعود إلى عالم الآثار الإدواردي فليندرز بيتري، الذي كان مهتمًا بقياس الجماجم داخل المومياوات لمعرفة ما إذا كانت تتطابق مع الأفكار البريطانية لما يجب أن يكون عليه الإنسان، إنها الخلفية الخاطئة لعلم المصريات الذي نبتعد عنه”.