رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موارنة مصر يحيون ذكرى مار ميناس ومار مرتينوس

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم، برئاسة الانبا جورج شيحان، بذكرى مار ميناس ورفاقه الشهداء، وهو مِن الاسكَندَرِّيَة، إستُشهِدَ بَعدَ عَذابات قاسية إحتَمَلَها حُباً بالمسيح سنة301. 

كما تحتفل الكنيسة أيضًا بذكرى مار مرتينوس المعترف، الذي دافَعَ عَن الإيمان ضِدَّ الأَرْيوسيين في مَدينَة ميلانو في إيطاليا بَعدَ المَجْمَع النيقاوي، كَانَ جُندِياً امَتازَ بِمَحَبَتِه حَتى كانَ يَقْسُمُ رِداءَه بَينَه وبَين الفَقير، وأسَّسَ أَوَّل الأدْيار في فَرَنْسا في ليغوجه وأَصبَح أُسقُف مَدينة تور سنة 371، إنتَقَلَ الى الحَياة الدائِمَة في السِنين الأخيرَة مِن القَرن الرابع.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يجب أن نتبع الرّب يسوع المسيح وأن نلتصق به، وألاّ نتركه حتّى الموت، وكما قال أليشاع لسيّده: "حَيّ الرَّبُّ وحيَةٌ نَفسُكَ! إِنِّي لا أفارِقُكَ"... فلنتبع إذًا الرّب يسوع المسيح ولنتمسّك به! يقول صاحب المزامير: "لي أنا يَطيبُ التَّقربُ إِلى اللّه..." ويزيد على ذلك قائلاً: "عَلِقَت بِكَ نَفْسي ويَمينُكَ سَانَدَتني".

وأضاف القدّيس بولس: "ومَنِ اتَّحَدَ بِالرَّبّ فقَد صارَ وإِيَّاهُ رُوحًا واحِدًا"، لا نصبح جسدًا واحدًا فقط، إنّما روحًا واحدًا أيضًا، عَبْرَ روح الرّب يسوع المسيح، يعيش جسده كلّه؛ ومن خلال جسد الرّب يسوع المسيح، نصل إلى روحه، ثابِر إذًا على إيمانك بجسد المسيح، وستتّحد معه بالرُّوحِ ذات يوم، فأنت متّحد أصلاً بجسده من خلال الإيمان؛ ومن خلال الرؤية، تصبح أيضًا متّحدًا بروحه، هذا لا يعني أنّنا سنرى بدون جسد من العلى، بل أجسادنا أنفسها ستكون روحانيّة. 

قال الرّب يسوع المسيح: "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك فَلْيكونوا هُم أَيضاً فينا لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني"، هذه هي الوحدة من خلال الإيمان. 

ثمّ أضاف: "أَنا فيهِم وأَنتَ فِيَّ لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني"؛ هذه هي الوحدة من خلال الرؤية.

ها هي الطريقة لنتغذّى روحيًّا من جسد الرّب يسوع المسيح: نؤمن إيمانًا طاهرًا به، ونبحث دائمًا بالتأمل المتواصل عن محتوى هذا الإيمان، ونجد ما نبحث عنه بالعقل، ونحبّ بشغف اكتشافنا، ونقتفي قدر المستطاع آثار ذاك الذي أحبَبناه؛ ومن خلال اقتفاء أثره، نتقرّب منه باستمرار لبلوغ الاتّحاد الأبديّ.