محلل سياسى: ترسيم الحدود بين لبنان وقبرص لن يواجه تعقيدات كبيرة

قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سركيس أبوزيد، إن ترسيم الحدود بين لبنان وقبرص لا يواجه تعقيدات كبيرة، ولا يؤثر على عبور الغاز والنفط وغيرها، وعندما رسم لبنان حدوده مع إسرائيل أصبح من السهل تثبيت الحدود اللبنانية القبرصية، خاصة أن هذا المسألة لها مضاعفات سابقة، وعندما وضع لبنان نقاط اتفاق مع قبرص انعكست على ترسيم الحدود.

متطلبات ترسيم الحدود بين لبنان وقبرص

وأوضح أبوزيد أنه بعد أن تثبت النقاط الحدودية بين لبنان وإسرائيل، أصبح من السهل أن يتم التوافق بين لبنان وقبرص، ولذلك كانت الأمور سهلة بعد أن لعب دور الوسيط الأمريكي مشجعاً لإنهاء هذا الملف.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي اللبناني في تصريحات لـ"الدستور" إلى أن هناك بعض الأمور اللوجستية التي يتم التوافق عليها وهي تدخل ضمن الأمور التقنية، لذلك لم تشكل عائقا أمام توقيع اتفاقية رسمية بين لبنان وقبرص، ولذلك من المتوقع أن يتم ذلك في أسرع وقت . 

تأثير ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل على اتفاق قبرص

وأشار الكاتب والمحلل السياسي اللبناني إلى أن "توقيع اتفاقية بين لبنان وإسرائيل كان معقدا أكثر وهناك اتصالات منذ سنوات للتوافق لإيجاد إطار، وطبعاً أمريكا قامت بتقريب وجهات النظر واستفادت من لحظة حساسية بالنسبة للبنان وإسرائيل، فلبنان يشهد نهاية فترة رئاسة مشيل عون لذلك كان لا بد أن يوقع قبل انتهاء عهد مشيل عون حتى توقع من قبل رئيس الجمهورية وأيضا من جهة إسرائيل هناك انتخابات؛ لذلك كان هناك تسريع ترسيم الحدود حتى لا تتغير الأمور الحكومة في إسرائيل.

وأضاف "لكن الأهم أن الأوضاع الاقتصادية في لبنان وإسرائيل صعبة، ولذلك هناك مصلحة للبلدين ضمن ترسيم الحدود واستخدام النفط لكي تساعد على تأمين ثروة لتحل مشاكل اقتصادية واجتماعية، ومن جهة إسرائيل حصلت على الاستقرار والأمان التي هي بحاجة إليه من أجل استخراج النفط والغاز ولبنان بحاجة إلى الاتفاق ليكي يباشر باستخراج الغاز والثروة الطبيعية.

وأوضح السياسي اللبناني أن التدخلات التي حصلت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبعض الدول العربية ساعدت على تسهيل الأمور، وكل هذا الأمور سرعت عملية الترسيم لأن هناك مصلحة متبادلة، كما أن إدارة جو بايدن بحاجة إلى تحقيق إنجاز لكن ذلك يساعدها بسبب الخلافات الداخلية.

كيف يستفيد لبنان من ترسيم الحدود البحرية؟

وأكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أن لبنان كان له استفادة مباشرةً يريد أن يستخرج من هذا المنصة غاز وغيرة ولكن أيضا عندما يتم ترسيم الحدود يصبح هناك إمكانية لدخول الشركات العالمية التي تتأثر بموقف الدولي وهذا سيكون لها دور في التنقيب في إماكن أخرى.

وأوضح أبو زيد أنه عندما تبدأ عملية التنقيب سيعطي ذلك الثقة في استقرار لبنان مما يشجع المؤسسات الدولية والشركات العالمية لاستثمار وضخ الأموال ومساعدة لبنان من الخارج من أزمته المالية الخانقة.

عوائق تنفيذ اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية فى لبنان

وقال السياسي اللبناني إن تنفيذ الاتفاقيات يواجه عقبات عديدة، وهناك أمور تركت إلى المستقبل، ولكن هناك دور كبير لأمريكا التي يمكن أن تتدخل مع الطرفين لحل المشاكل المستجدة، كما يمكن أن يكون هناك دور للشركات الدولية التي تنقب والتي تلعب دورًا توافقيًا بين البلدين من أجل إيجاد الحلول وإرضاء الطرفين غير المتوقعة الآن.

وأشار «أبوزيد» إلى أن هذا النوع من الاتفاق مرهون بموازين القوى وبدور الضمانات التي وفرتها أمريكا وفرنسا بشكل أساسي، والدور الذي تلعبه الشركات التي تتأثر بأمريكا وفرنسا، ولا شك تأجيل عدد كبير من النقاط إلى المراحل المقبلة حتى لا تفجر الاتفاق ولا يمكن التسريع، وإذا حدث اختلاف في المستقبل فإن الوسيط الأمريكي يستطيع أن يلعب دورًا توافقيًا.