شبح المجاعة يطل برأسه: ما هى سيناريوهات الفراغ الرئاسى فى لبنان؟
دخل لبنان مرحلة ضبابية بعد إخفاق البرلمان للمرة الثالثة، اليوم، في انتخاب رئيس جديد؛ ما جعل البلاد أقرب إلى شبح حدوث فراغ في أعلى منصب في الحكومة وأزمة أوسع في شرعية الدولة.
وحضر 119 برلمانيا من أصل 128 نائبا الجلسة العامة لمدة نصف ساعة اليوم الخميس. وتتطلب قواعد الانتخابات نصابا بثلثي أعضاء البرلمان المنقسم سياسيا، ما يعني أنه لا يمكن لأي حزب أو تحالف أن يفرض خياره.
وأظهر فرز بطاقات التصويت وجود 55 ورقة بيضاء، بينما حصل السياسي المسيحي ميشال معوض على دعم 42 وحملت الأصوات الباقية شعارات سياسية كان من بينها "دكتاتور عادل"، وفقا لوكالة رويترز. وحدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة المقبلة في 24 أكتوبر.
قلق واضطراب
ويرى المحلل السياسي اللبناني سركيس أبو زيد، أن لبنان يمر بحالة قلق واضطراب حتى آخر الشهر، لأن الأمور غير واضحة، وهناك عدة سيناريوهات منها التدخلات الاستثنائية، لكنها مستبعدة الآن، والبعض يراهن على احتمال حصول هذا الاستحقاق في اللحظات الأخيرة.
وأضاف أبو زيد في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أنه قد يحدث تعويم لحكومة تصريف الأعمال لتحصل على موافقة مجلس النواب، وتدير البلاد في غياب رئيس الجمهورية، وهذا احتمال وارد، وهناك اتصالات ومفاوضات أحيانا تكون سرية لترتيب الوضع.
وتابع "ربنا نشهد اختيار حكومة جديدة مكتملة المواصفات، لتستطيع إدارة الدولة في ظل غياب الرئيس، لافتا إلى أن وكل الاحتمالات مرتبطة بالتوافق الداخلي، والظروف الإقليمية والدولية، حتى لا يذهب لبنان لمزيد من الفوضى تؤدي للخراب.
وأشار إلى أن هذه كلها احتمالات لها مخاطر وانعكاسات على الوضع الاقتصادي والمعيشي، في ظل تعطيل الحكومة وغياب الإدارات الرسمية والقرار السياسي الموحد، ما ينذر بزيادة صعوبة الحياة اليومية.
فقر رهيب
وحذر المحلل السياسي اللبناني، من أنه إذا لم يكن هناك حل سياسي، وعودة القرار المركزي، - ولو شكلا- لإيجاد الحلول، سنذهب للمجاعة والفقر الرهيب، ولا أحد يستطيع توقع عواقب هذا السيناريو المرعب.
وسبق أن شغر منصب الرئيس عدة مرات منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وتنتهي ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر بينما لا تزال الانقسامات عميقة بين الكتل السياسية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.