«خلود».. مأساة فتاة «بلا سند» خنقها خطيبها حتى الموت

«فريسة بلا سند».. هكذا عاشت خلود السنوات الأخيرة من عمرها الذي لم يتجاوز العشرين عامًا، تحيا أيامها وحيدة ولا تجد من تشكو له حتى عندما ارتبطت بشاب لم تجد فيه السند والأمان، وعندما قررت التخلص من طيشه وسوء أخلاقه تخلص هو منها وقتلها، داخل مسكنها في بورسعيد.

• حياة بائسة

كانت تحيا "خلود" حياة بائسة بداية من مرض والديها ووفاتهما مبكرًا تاركين لها إرثا ثقيلا من الهم والمسئولية تجاه شقيقها الذي لم يتجاوز عمره التسعة أعوام، فكرست حياتها للعمل للإنفاق عليه، وتربيته، فنتيجة مؤهلها الدراسي المتوسط، لم تجد سوى العمل في أحد المصانع، ولم تكن تعلم أن بداية نهايتها ستكون هنا.

تعرفت "خلود" على شاب أحبها وطلب منها الارتباط يدعى محمد سمير، ولكن عندما خُطبت له وجدت منه سوء السلوك والأخلاق وتعاطيه المواد المخدرة، فقررت الانفصال عنه، ولكن لأنه يعمل معها في نفس المجال والمكان لم تجد مفرًا من الاحتكاك به، حتى وقعت بينهما مشادة، ما جعلها تقدم استقالتها وتترك له العمل.

ولكن الخطيب لم يكتفِ ببعدها عنه وفي صباح اليوم التالي عندما لم يجد أنها لن تأتي العمل مرة أخرى وأن شقيقها في المدرسة، وهي في المنزل وحدها، ترك العمل مبكرًا، وتسلل إليها من نافذة المنزل، حتى وجدها فتعدى عليها وخنقها ولم يتركها إلا صريعة على الأرض.

• تحقيقات النيابة العامة

تواصل النيابة العامة، تحقيقاتها في واقعة مقتل خلود السيد، على يد خطيبها وزميلها في العمل بمحافظة بورسعيد، بسبب رفضها الاستمرار في خطبتهما لوجود خلافات بينهما.

- اعتراف المتهم ومناظرة الجثة

أعلنت النيابة العامة أنها تستجوب المتهم بقتل خلود السيد ببورسعيد بعد أن أُخطرت بمقتل المجني عليها والعثور على جثمانها بمسكنها ببورسعيد وثبوت صحة الواقعة من خلال تحريات الأجهزة الأمنية، ثبوت انصراف المتهم من عمله مبكرا يوم الواقعة.

وأوضحت النيابة العامة أنها انتقلت لمناظرة جثمان المجنى عليها فتبينت ما به من إصابات، كما عاينت مسرح الواقعة، وتحفظت على ما به من آثار وهاتف محمول.

- استقالة من العمل لتجنبه

وسألت النيابة العامة 17 شاهدا من أهل المجني عليها وجيرانها وزملائها بالعمل، فتواترت أقوالهم على خطبة المجني عليها للمتهم وزمالتهما بالعمل، وأكد زملاؤهما تعدي المتهم عليها قبل يوم من الواقعة، وقامت رغبة في تجنبه بتقديم استقالتها، ثم انصراف المتهم مبكرا يوم مقتلها.

- تسلل من النافذة

وشهد أحد جيران المجنى عليها في العقار المواجه لمسكنها برؤية المتهم متسللًا من النافذة إلى ذلك المسكن، كما اطلعت النيابة العامة على ما سجلته آلات المراقبة، وتحققت من أوصاف المتهم أثناء ظهوره بها، وتابعت تحركاته منذ انصرافه من العمل حتى دخوله من العقار محل الواقعة وخروجه منه فرارا.