رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكل متفائل.. كيف تعزز «القاهرة الإخبارية» وجود مصر الإقليمى والدولى؟

جريدة الدستور

أيام قليلة تفصل مصر عن حلم طال انتظاره سنوات عديدة، هو إطلاق قناة «القاهرة الإخبارية»، التى تعتبر أول قناة مصرية إقليمية ودولية، وتمتلك إمكانات ضخمة للغاية على المستوى التقنى، وكذلك الكوادر الإعلامية.

وأطلقت قناة «القاهرة الإخبارية» منصاتها الإلكترونية عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام القليلة الماضية، استعدادًا لإطلاق القناة بشكل رسمى خلال أقل من أسبوعين، تحت مظلة قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

وتستخدم القناة أحدث الوسائل التكنولوجية المتطورة، وكذلك الاستديوهات العالمية، وسيكون لها إطار مهنى واضح، من خلال شبكة مراسلين ضخمة فى مختلف عواصم ومدن العالم.

وكشف مسئولو القناة عن امتلاكها ٣٠ مراسلًا، مع اعتمادها على سياسة تركز بوضوح على الهوية الوطنية لعالمنا العربى، مشيرين إلى اختيار موعد إطلاقها الرسمى بالتزامن مع استضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ فى نوفمبر المقبل.

فى السطور التالية، يجيب عدد من خبراء الإعلام والصحافة عن سؤال فى غاية الأهمية: ما الدور المفترض أن تؤديه القناة لكى تعكس الصورة الصحيحة عن مصر وسياساتها ووجهة نظرها، ويضمن لها تواجدًا على المستويين الدولى والإقليمى؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟.

خبراء وأساتذة الإعلام وشيوخ المهنة: خطوة مهمة.. والاستعانة بكوادر مميزة بداية النجاح

قال الإعلامى جمال الشاعر، الوكيل السابق للهيئة الوطنية للإعلام، إن مصر تستحق إعلامًا يليق بها، وعلى قدر كبير من التطور، وقادرًا على التأثير ومتابعة الأحداث فى شتى أنحاء العالم، إلى جانب رسم صورة ذهنية إيجابية عن الدولة، لأن ذلك يحقق مكاسب كبيرة للبلد على المستويين السياسى والاقتصادى، متمنيًا أن تحقق قناة «القاهرة الإخبارية» هذه الأهداف.

وأضاف «الشاعر»: «أود أن أشيد بالاستفادة من مدرسة (ماسبيرو) وأساتذتها فى هذه القناة الجديدة، لأن (ماسبيرو) يعد الذاكرة المرئية الكبرى للأحداث فى تاريخ الوطن، وأكبر مكتبة مسجلة للأحداث التاريخية والسياسية فى الشرق الأوسط.. هذا إلى جانب ضم كوادر شبابية موهوبة من محررين ومحللين سياسيين ومذيعين ومخرجين ومهندسى وفنيى إذاعات خارجية».

وأشار إلى ضرورة انفتاح القناة بقوة على العالمين العربى والإفريقى، بحيث يكون لها تأثير كبير فى العالم العربى وإفريقيا، أكثر من التوجه إلى أوروبا والولايات المتحدة، لأن هذا هو المحيط الخاص بمصر، وبالتالى المساهمة فى بناء علاقات سياسية واقتصادية قوية مع دول الجوار.

ووصفت الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذة الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إطلاق قناة إقليمية مصرية متخصصة فى التغطيات الإخبارية والتحليلية، وتمتلك تقنيات عالية، بأنه خطوة مهمة للغاية تصب فى صالح مصر، فى وقت يمر فيه الإعلام بأزمات مختلفة.

وقالت: «مصر الآن فى أمس الحاجة إلى قناة إخبارية ضخمة تتحدث باسمها مثل كل دول العالم الكبرى، وتمتلك مراسلين فى مختلف البقاع والدول، ينقلون الأحداث بمهنية ليتم تحليلها وتفسيرها داخل الاستديوهات، فضلًا عن نقل رؤية مصر للأحداث وسياستها الخارجية تجاه القضايا المختلفة».

وأضافت: «هذه النوعية من القنوات يكون لها دور فى دعم صورة الدولة وتواجدها على المستويين الإقليمى والدولى، وتعتبر وسيلة للتعبير عن رؤيتها للقضايا المختلفة والأحداث المحيطة فى كل دول العالم، وذلك يتيح تواجدًا أكبر لمصر على كل الأصعدة».

وواصلت: «القناة ستكون وسيلة للتعبير عن رؤية الدولة للقضايا المختلفة، مثل كل دول العالم التى تمتلك قناة إقليمية لدعم تواجدها وإبراز مكانتها ودورها المؤثر، وكذلك تفاعلها مع القضايا الدولية والإقليمية».

وشددت على ضرورة أن تمتلك القناة أحدث التقنيات العالمية، بما يمكنها من التغطية السريعة والمباشرة للأحداث، إلى جانب امتلاك مراسلين فى عواصم ومدن الإعلام المختلفة.

وتابعت: «بمرور السنوات ظهرت تقنيات تكنولوجية حديثة فى غالبية قنوات العالم، واستخدامها فى (القاهرة الإخبارية) يمكّنها من المنافسة بقوة فى مجال السبق الخبرى والتغطية المباشرة للأحداث، فبجانب الرؤية والسياسة التحريرية، لا بد من وجود إمكانات وتقنيات تساعد فى نقل الأحداث بصورة متعمقة وتحليلها بواسطة متخصصين».

من جانبه، قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن خطوة إنشاء قناة مصرية إخبارية متخصصة جاءت فى الوقت المناسب، فى ظل الزخم الموجود حول الأحداث العالمية التى تؤثر على الإقليم العربى، والتى تحتاج إلى المتابعة ونقل الحقيقة دون زيف، أو ترويج لشائعات تؤثر سلبيًا على المشاهد وعلى المجتمع.

وأضاف أن القناة أمامها فرص كبيرة للمنافسة بين العديد من القنوات الإخبارية الشهيرة التى اعتاد المواطن متابعتها، مشيدًا بالكفاءات والكوادر المصرية التى كانت ولا تزال تحقق نجاحات متميزة فى كبرى المؤسسات الإعلامية والقنوات التليفزيونية العربية منها والعالمية. وأشار إلى أنه يجب أن تتناول «القاهرة الإخبارية» الجديدة القضايا المختلفة بحيادية شديدة، كما يجب أن تعرض الموضوعات من كل زواياها، لكى تتضح للمشاهد الصورة كاملة، لافتًا إلى أنه فى حال حدث ذلك، ستتمكن القناة من كسب ثقة المتابع المصرى والعربى، وإيجاد موقع لها وسط العديد من القنوات الإخبارية العربية الأخرى ذات الجماهيرية الواسعة.

برلمانيون: تسهم فى إطلاع المشاهد على الحقيقة و«المتحدة» تستحق التحية

ثمّن أعضاء لجنة الثقافة والإعلام فى مجلس النواب إعلان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن إطلاق قناة «القاهرة الإخبارية»، بالتزامن مع استضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP 27» فى نوفمبر المقبل.

وقال أعضاء فى اللجنة إن هذه الخطوة تسهم فى الارتقاء بمستوى المحتوى الإعلامى فى كل مجالاته، على رأسها المحتوى الإخبارى، مشيرين إلى أن وجود قناة أخبار مصرية قوية كان حلمًا طال انتظاره، فى ظل وجود عشرات القنوات التى تبث أكاذيب.

ورحبت النائبة ضحى عاصى، عضو لجنة الثقافة والإعلام فى مجلس النواب، بإعلان الشركة المتحدة عن إطلاق قناة «القاهرة الإخبارية»، مشددة على أهمية أن تكون لمصر قناة أخبار عالمية قوية، تتابع الأخبار من كل الدول عبر شبكة مراسلين منتشرين فى العالم أجمع، إلى جانب متابعتها الأخبار المحلية لحظة بلحظة؛ لتتحول إلى مصدر للمعلومة الصحيحة.

وأضافت عضو لجنة الثقافة والإعلام: «القنوات الإخبارية الأخرى ومراسلوها يمثلون فى النهاية التوجهات الفكرية والسياسية للدول المالكة لها، لذا كنا فى حاجة إلى قناة إخبارية مُحايدة تنقل الحقيقة بلسان مصرى».

وواصلت: «إطلاق القناة خطوة فى غاية الأهمية، لكن نجاحها يحتاج إلى تكلفة مالية ضخمة وتخطيط جيد ودراسة متأنية، لتكون بحجم وثقل مصر التاريخى والإقليمى»، معربة عن إيمانها الشديد بتحقيق ذلك، على ضوء تبعية القناة لقطاع أخبار الشركة المتحدة، الذى يعد أحد أكبر القطاعات الإخبارية فى الشرق الأوسط.

وقال النائب عصمت زايد، عضو لجنة الإعلام فى مجلس النواب، إن إطلاق قناة إخبارية مصرية دولية خطوة طال انتظارها كثيرًا، لأن مصر كانت فى حاجة إلى وجود مثل هذه القناة لإطلاع المشاهد على الحقيقة دون مزايدة أو تهويل، فى ظل وجود قنوات كثيرة تبث العديد من الأكاذيب.

وأضاف «زايد»: «وجود قناة بهذه القوة والإمكانات المتاحة يصب فى صالح المواطن الذى لا يصل إلى المعلومة الحقيقية بشكل مُيسر، كما أنه يصب فى صالح الدولة المصرية من خلال التعبير عن رؤيتها وسياساتها وأفكارها، وتقديم صورتها الحقيقية أمام العالم ككل».

وواصل: «وجود قناة أخبار دولية أمر ايجابى للغاية، ويسهم فى إظهار وجه مصر الحضارى المشرق أمام العالم الخارجى، وبيان النجاحات التى تشهدها الدولة على كل الأصعدة، لتمثل بذلك قوة ناعمة لمصر تُستخدم فى الجذب السياحى والاستثمارى، فعندما يرى المستثمرون والسياح من مختلف دول العالم مدى الأمان ومعدلات النمو المرتفعة فى مصر، سيشجعهم ذلك على زيارتها والاستثمار بها».

ورحب عضو لجنة الثقافة والإعلام فى مجلس النواب بتزامن إطلاق قناة «القاهرة الإخبارية» بحدث ضخم تشهده مصر، وهو استضافة مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP 27»، الذى يعقد فى مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر المقبل، بحضور قيادات دولية رفيعة المستوى، وسيكون بداية قوية لعمل القناة الجديدة فى إظهار الوجه الحقيقى للدولة المصرية.